الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة من الأمور الواجب معرفتها نظرًا لخلط الكثير بين المصطلحين لارتباطهما باستخدام التكنولوجيا لتحسين العمليات والخدمات، ولكن في الحقيقة هناك عدة فروق جوهرية بينهما.
في عصر التكنولوجيا الحديثة، ظهرت العديد من المصطلحات الدارجة التي تشير إلى الأنشطة والأهداف والأغراض المختلفة للأعمال التجارية، والأدوات والتقنيات المُستخدمة في تنفيذ مختلف العمليات، ومن أبرز تلك المصطلحات التحول الرقمي والرقمنة التي قد تبدو للبعض متشابهة، إلا أن لها معاني وآثار مختلفة، وفي سطور هذا المقال نوضح ما هو الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة، والفرق بين الرقمنة والأتمتة، والفرق بين التكنولوجيا والرقمنة.
الفرق بين التحول الرقمي والرقمنة:
يشير التحول الرقمي Digital Transformation إلى العملية التي تعتمد على استخدام التقنيات الرقمية لإحداث تغييرات جذرية فيما يخص كيفية عمل المؤسسات وتقديمها للقيمة والتفاعل مع العملاء والموظفين وأصحاب المصلحة الآخرين، عن طريق الدمج بين التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء لتحسين العمليات وإنشاء نماذج أعمال جديدة، ومن ثم دفع الابتكار.
تعرف المزيد عن: ما هو التحول الرقمي؟
بينما الرقمنة Digitization هي العملية التي يتم من خلالها تحويل البيانات أو العمليات التقليدية إلى شكل رقمي، عن طريق مسح المعلومات التناظرية وترميزها، حتى تتمكن أجهزة الكمبيوتر من تخزينها في شكل رقمي، حتى يسهل الوصول إليها واسترجاعها.
اقرأ عن: الرقمنة Digitization
تقدم بكه دورات تكنولوجيا المعلومات والحاسب المُعتمدة التي تتيح لك تطوير مهاراتك في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ومن خلال النقاط التالية نوضح الفروق بين المصطلحين:
التعريف
- التحول الرقمي: هو نهج تتبعه المؤسسة ينطوي على الجمع بين التقنيات الرقمية بهدف إحداث تغييرات أساسية في عملياتها وثقافتها وطريقة عمل الموظفين وتقديم قيمة للعملاء، عن طريق إنشاء عمليات جديدة أو تعديل العمليات القائمة.
- الرقمنة: هي عملية الانتقال إلى العمل الرقمي الذي يعتمد على استخدام التقنيات الرقمية لتغيير نموذج الأعمال وتوفير إيرادات وفرص جديدة، عن طريق تحويل البيانات الموجودة على الورق إلى أشكال رقمية، دون تحويل العمليات الأساسية.
الأدوات
- التحول الرقمي: تتمثل الأدوات المُستخدمة في تنفيذه في: الذكاء الاصطناعي، التعلم الآلي، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، الروبوتات، منصات تحليل البيانات الضخمة، أنظمة إدارة علاقات العملاء، تقنيات blockchain، الواقع الافتراضي والمعزز.
- الرقمنة: يتم تنفيذها باستخدام أدوات تشمل الماسحات الضوئية، نظم إدارة الوثائق، برامج تحويل البيانات، البرمجيات السحابية، الأجهزة الذكية والمستشعرات، برامج الأتمتة، أنظمة إدارة المحتوى، أجهزة الحفظ الرقمي.
الهدف
- التحول الرقمي: يتمثل الهدف منه في تحسين كفاءة وفعالية المؤسسة باستخدام التكنولوجيا الرقمية، مما يساعد على توفير التكاليف وتحسين الجودة وزيادة الأرباح.
- الرقمنة: الهدف من عملية الرقمنة هو تقليل الوقت المُستغرق في البحث عن المعلومات، وتقليل الأخطاء البشرية، وخفض التكاليف المرتبطة بالطباعة والتخزين الورقي.
النطاق
- التحول الرقمي: تتم هذه العملية على نطاق واسع لأنها تغطي جميع جوانب المؤسسة وأنظمتها.
- الرقمنة: تتم هذه العملية على نطاق ضيق لأنها تنطوي على تحويل البيانات فقط.
الفوائد
- التحول الرقمي: تتعدد فوائده ما بين: مساعدة المؤسسات على التكيف مع تغيرات تفضيلات العملاء لزيادة رضاهم، تبسيط العمليات وأتمتتها وتحسين الكفاءة، تعزيز ثقافة التحسين المستمر مع التركيز على قابلية التوسع.
- الرقمنة: تشمل فوائدها: تحسين إمكانية الوصول للبيانات والمعلومات، تقليل الحاجة إلى مساحة تخزين مادية، الحفاظ على الوثائق التاريخية والسجلات والوسائط القيمة من خلال تحويلها إلى تنسيقات رقمية قابلة للأرشفة ويسهل الوصول إليها.
الأمثلة
- التحول الرقمي: من الأمثلة عليه: وضع استراتيجية عمل رقمية، إنشاء منتجات وخدمات رقمية جديدة، إصلاح البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات للمؤسسة.
- الرقمنة: من الأمثلة عليها: مسح الوثائق الورقية في الملفات الرقمية، تحويل التسجيلات الصوتية التناظرية إلى أشكال رقمية، تحويل الملاحظات المكتوبة بخط اليد إلى نص مكتوب باستخدام برنامج التعرف البصري على الحروف OCR.
التحديات
- التحول الرقمي: هناك عدة مخاطر مرتبطة بالتحول الرقمي أبرزها ارتفاع تكاليف تنفيذ تلك العملية، مقاومة التغيير لعدم قدرة الموظفين على تبني أساليب عمل جديدة، صعوبة التنفيذ واستغراقه وقتًا طويلًا.
- الرقمنة: تشمل المخاطر المرتبطة بعملية الرقمنة: فقدان البيانات في حال عدم دعمها بشكل كافِ، احتمالية تعرض البيانات الرقمية للهجمات الإلكترونية، ارتفاع تكاليف تحويل البيانات وتخزينها في شكلها الرقمي.
ما الفرق بين الرقمنة والاتمتة؟
تشير الرقمنة Digitization إلى عملية تحويل المعلومات غير الرقمية مثل الوثائق المكتوبة بالورق إلى بيانات رقمية، وكذلك تحويل الصور أو الصوت إلى تنسيق رقمي يمكن معالجته بواسطة الكمبيوتر، وبالتالي فهي تساعد الشركات على تخزين بياناتها وإدارتها بشكل أكثر كفاءة والوصول إليها ومشاركتها بسهولة.
أما الأتمتة Automation فهي العملية التي يتم من خلالها استخدام التكنولوجيا في تنفيذ مهام معينة بشكل تلقائي دون تدخل من الإنسان، بهدف زيادة الإنتاجية وتقليل الأخطاء البشرية، ومساعدة الموظفين على التركيز في تنفيذ أنشطة أكثر أهمية.
اقرأ أيضًا: الأتمتة Automation: التعريف والأنواع والأهمية والاستخدامات
ومن خلال النقاط التالية نوضح الفروق بين المصطلحين:
التعريف
- الرقمنة: هي عملية تعتمد على أخذ المعلومات التناظرية سواء مكتوبة ورقيًا أو عبارة عن صوت أو صور، وترميزها إلى أصفار، حتى تتمكن أجهزة الكمبيوتر من تخزينها ومعالجتها ونقلها.
- الأتمتة: هي عملية تدور حول استخدام التكنولوجيا لأداء المهام دون تدخل بشري، إذ يتم الاعتماد على البرمجيات أو الروبوتات لتنفيذ تلك المهام التي ينفذها الإنسان، ولكن بشكل أسرع وأكثر ذكاءً.
الأدوات
- الرقمنة: تعتمد على استخدام أدوات مثل: أنظمة إدارة قواعد البيانات، التخزين السحابي، الماسحات الضوئية، برمجيات إدارة المحتوى، برامج تحويل الصوت إلى نص.
- الأتمتة: تتعدد الأدوات المُستخدمة في عملية الأتمتة وتختلف حسب الغرض من استخدامها، ومن أمثلتها: أدوات أتمتة سير العمل، أدوات أتمتة العمليات الروتينية، أدوات أتمتة إدارة المشاريع، أدوات أتمتة التسويق، أدوات أتمتة تكنولوجيا المعلومات.
الهدف
- الرقمنة: تهدف إلى تحويل البيانات والمعلومات التقليدية إلى صيغة رقمية، تسهيل الوصول إلى المعلومات، تقليل تكاليف استخدام التخزين المادي، تقليل أخطاء تخزين البيانات.
- الأتمتة: تهدف إلى تقليل الوقت والجهد في تنفيذ العمليات الروتينية، وتقليل التدخل البشري في المهام المتكررة أو الصعبة، وزيادة الإنتاجية، وتقليل الأخطاء البشرية.
النطاق
- الرقمنة: ذات نطاق محدود لارتباطها بتحويل البيانات إلى شكل رقمي.
- الأتمتة: ذات نطاق واسع لأنها تشمل تحسين العمليات في مختلف أقسام المؤسسة.
الفوائد
- الرقمنة: تفيد في تنظيم المعلومات وتسهيل الوصول إليها، وخفض تكاليف التخزين الورقي، وتقليل أخطاء تخزين المعلومات.
- الأتمتة: تفيد في القضاء على الأخطاء البشرية في تنفيذ المهام الروتينية، وتقليل الوقت في تنفيذ المهام، وتحسين سير العمل، وتحسين عملية صنع القرار.
الأمثلة
- الرقمنة: من الأمثلة على تنفيذ عملية الرقمنة: تحويل المستندات الورقية إلى ملفات PDF رقمية، تحويل التسجيلات الصوتية التناظرية إلى تنسيقات رقمية مثل MP3، مسح الصور القديمة لإنشاء نسخ رقمية.
- الأتمتة: من الأمثلة عليها: استخدام الشركات برامج المحاسبة الآلية لتبسيط عملياتها المالية، اعتماد المصانع على الروبوتات والآلات الآلية لتجميع المنتجات ومناولة المواد وأداء مراقبة الجودة، استخدام أنظمة إدارة علاقات العملاء في أتمتة تفاعلات العملاء وإدارة البيانات.
التحديات
- الرقمنة: تواجه تحديات تشمل: ارتفاع تكاليف الأجهزة والبرمجيات المُستخدمة، عدم تقبل الموظفين التحول من الطرق التقليدية إلى الطرق الرقمية، احتمالية تعرض البيانات للاختراق، صعوبة التوافق بين الأنظمة الرقمية القديمة والحديثة.
- الأتمتة: تواجه تحديات مثل: ارتفاع تكلفة التنفيذ، الافتقار إلى الكفاءات البشرية لتصميم وإدارة أنظمة الأتمتة، صعوبة بعض الأنظمة، إمكانية توقف العمليات في حال تعطل الأنظمة الآلية.
طور مهاراتك ونمي معارفك في تكنولوجيا المعلومات من خلال دورات حوكمة نظم المعلومات وإدارة الخدمات المُقدمة من بكه.
ما الفرق بين التكنولوجيا والرقمنة؟
تُعرف الرقمنة Digitization بأنها العملية التي تتحول من خلالها البيانات التناظرية إلى تنسيقات رقمية، وبالتالي تجعل المعلومات والبيانات متاحة للاستخدام في الأنظمة الرقمية.
أما التكنولوجيا Technology فهي مصطلح أوسع، يشير إلى جميع الأدوات والتقنيات والأساليب التي تُستخدم في إنشاء المنتجات والخدمات في جميع الصناعات.
أي يمكن القول أن الرقمنة أحد مكونات التكنولوجيا، فهي تهدف إلى تحويل المعلومات والبيانات حتى تصبح متاحة في شكل رقمي بالاعتماد على الأدوات التي توفرها التكنولوجيا.
ومن خلال النقاط التالية نوضح الفروق بين المصطلحين:
التعريف
- التكنولوجيا: تُعرف بأنها الوسائل والأساليب التي تستخدمها الشركات في تطبيق المعارف العملية من أجل إنتاج وتطوير الأدوات والأنظمة التي تساعد على تحسين الأداء وتعزيز الإنتاجية وتقديم حلول مبتكرة لمواكبة التغيرات المستمرة.
- الرقمنة: هي العملية التي تعتمد على استخدام تقنيات الحوسبة والتكنولوجيا في تحويل البيانات والمعلومات من الشكل المادي التقليدي إلى شكل رقمي يسهل من الوصول إليها ويساعد على حمايتها من خلال تخزينها في أنظمة رقمية.
الأدوات
- التكنولوجيا: تعتمد على استخدام أدوات مثل: أجهزة الحاسوب، الهواتف، البرمجيات، أدوات تطوير البرمجيات، أدوات التواصل، التقنيات المتقدمة التي تشمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات والحوسبة السحابية.
- الرقمنة: تعتمد على استخدام أدوات مثل: أجهزة المسح الضوئي، أدوات التعرف البصري على الحروف، الكاميرات الرقمية، برمجيات تحويل الوسائط، أنظمة إدارة الوثائق.
الهدف
- التكنولوجيا: تهدف إلى تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وتقديم منتجات وخدمات مبتكرة.
- الرقمنة: تهدف إلى توفير المعلومات في شكل رقمي لسهولة تخزينها ونقلها والوصول إليها.
النطاق
- التكنولوجيا: عملية واسعة النطاق لأنها تشمل جميع الأدوات والأنظمة التي تساعد على تحسين الأداء في مختلف الصناعات.
- الرقمنة: عملية محدودة النطاق لأنها تركز فقط على تحويل المعلومات إلى شكل رقمي.
الفوائد
- التكنولوجيا: تفيد في تسهيل وتسريع العمليات اليومية لتحسين الأداء والإنتاجية، وتسهيل التواصل بين مختلف الأقسام والفرق في الشركات، وتحسين الوصول إلى المعلومات، وتعزيز الإبداع والابتكار في المنتجات والخدمات.
- الرقمنة: تفيد في الحفاظ على البيانات على المدى الطويل، وسهولة الوصول إلى المعلومات الرقمية والبحث عنها ومشاركتها، وتقلل من التكاليف المرتبطة بالتخزين المادي.
الأمثلة
- التكنولوجيا: من أمثلتها: أدوات العمل عن بُعد، الروبوتات الصناعية، منصات التجارة الإلكترونية، الذكاء الاصطناعي.
- الرقمنة: من أمثلتها: تحويل كتاب مطبوع إلى ملف PDF، تحويل التسجيلات الصوتية إلى ملفات رقمية، تحويل الصور الفوتوغرافية المطبوعة إلى ملفات رقمية باستخدام الماسحات الضوئية.
التحديات
- التكنولوجيا: تواجه تحديات مثل استخدام بعض الأدوات والتقنيات في اختراق الخصوصية وارتكاب انتهاكات أخلاقية، عدم قدرة بعض المؤسسات على التحول إلى بيئة رقمية للاعتماد على الأنظمة التقليدية، عدم توفر المهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية.
- الرقمنة: تواجه تحديات مثل الهجمات الإلكترونية التي تهدد أمن البيانات، التكلفة المرتفعة في الأجهزة والبرمجيات والصيانة، الافتقار إلى المهارات في استخدام الأدوات الرقمية، عدم توفر بنية تحتية مناسبة.
استثمر في مستقبلك المهني مع بكه
سواء كنت مبتدئًا في مسارك المهني أو اكتسب بعضًا من الخبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات، يمكنك توسيع مهاراتك من خلال الدورات التدريبية المُعتمدة التي تقدمها بكه التي تتيح لك الحصول على شهادة معترف بها دوليًا تفتح أمامك أبواب الفرص في سوق العمل، وتُقدم على يد مدربين ذوي خبرة يستخدمون أحدث أدوات التدريب.
بادر بالتسجيل في دورات بكه في التحول الرقمي وهي:
- شهادة متخصص تكنولوجيا المعلومات عالية السرعة ® HVIT - ITIL
- شهادة DevOps للقادة - دورة قيادة التطوير والعمليات DevOps
- دورة أجايل شفت ®AgileSHIFT المعتمدة
- دورة شهادة الاستدامة الرقمية Sustainability In Digital & IT.
- دورة شهادة قائد الاستراتيجية الرقمية.
الخاتمة:
التحول الرقمي هو عملية شاملة تستخدم التقنيات الرقمية لإحداث تغييرات جذرية في كيفية عمل المؤسسات. يعتمد التحول الرقمي على دمج تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لتحسين العمليات وإنشاء نماذج أعمال جديدة، بهدف تقديم قيمة أكبر للعملاء وتحسين الكفاءة الداخلية. بينما الرقمنة تشير إلى تحويل البيانات أو العمليات التقليدية إلى صيغة رقمية، مثل مسح المستندات الورقية وتحويلها إلى ملفات رقمية، بهدف تسهيل الوصول إليها وتخزينها بشكل أكثر كفاءة.
الفرق بين المصطلحين يكمن في النطاق والهدف: التحول الرقمي يشمل تغييراً واسعاً في البنية التحتية وطرق العمل داخل المؤسسة، بينما الرقمنة تركز على تحويل البيانات فقط إلى شكل رقمي. التحول الرقمي يهدف إلى الابتكار وتحسين الأداء بشكل عام، في حين أن الرقمنة تركز على تسهيل الوصول إلى البيانات وتقليل التكاليف المرتبطة بالتخزين التقليدي.
وختامًا، على الرغم من الترابط بين مفاهيم التحول الرقمي، الرقمنة، الأتمتة، والتكنولوجيا؛ إلا أن معرفة الاختلافات في أهدافها واستخداماتها يساهم في تحسين الكفاءة وتعزيز الابتكار، ويؤهل المؤسسات لتوجيه استثماراتها في الاتجاه الصحيح بما يفيد نجاحها في المستقبل.