مع استمرار الأعمال التجاريّة في بيئة تتزايد فيها القدرة التنافسيّة، تسعى العديد من المؤسسات إلى تجنّب الخطر الوَاقع عليها إِثر فشلها في التَّخطيط الاستراتيجيّ. والذي تتفاقم احتماليّته بفعل التَّهديدات التي تتعرَّض لها عملياتها، مِثل: الهجمات الإلكترونيّة، وتعطُّل الإمداد، والكوارث المُناخية، وغيرها. ولهذه الأسباب أصبحت إدارة المخاطر الاستراتيجيّة عاملًا رئيسيًا في نجاح أيّ منظَّمة؛ فما هي المخاطر الاستراتيجيّة؟
هذا ما سنعرفه في السُّطور القادمة في هذا المقال. سنغوصُ في عالم المخاطر الاستراتيجيّة، والأنواع المختلفة منها، وكيفية إدارتها للحدِّ من التأثير على عمليات المؤسسة، وكذلك الاستفادة من السِّياق وتحويله إلى فرصةٍ لمُساعدة أعمالكم في السَّيطرة الاستراتيجيّة والبدء في رحلتكم نحو الإدارة الفعَّالة للمخاطر الاستراتيجيّة.
ما المقصود بالمخاطر الاستراتيجية؟
المخاطر الاستراتيجيّة تُعرَّف عمومًا على أنَّها تلك المخاطر التي تهدد قدرة الأعمال التجاريّة على وضع وتنفيذ استراتيجيتها؛ أيّ احتمالية فشل استراتيجيّة المُنظَّمة. وتعدُّ تقديرًا لنجاح الاستراتيجيّة المُختارة مستقبلًا، وبما أنَّ الاستراتيجيّة عبارة عن مجموعةٍ من القرارات الواضحة، فإنَّ المخاطر الاستراتيجيّة تعكس مجموع مخاطر تلك القرارات.
والمخاطر الاستراتيجيّة هي فئة من فئات مخاطر إدارة المشاريع؛ وبالإضافة إلى المخاطر التشغيليّة والماليّة والتنظيميّة وغيرها من المخاطر التجاريّة، فإنَّها تشكِّل جزءًا من مظلَّة المخاطر التي تواجهها المُنظَّمة. وهذا ما يجعلها مؤثِّرة -في جوهرها- على الاستراتيجيّة العامَّة؛ ممَّا يعني ضرورة تقديم الدَّعم المُستمر لقادة المُنظَّمة وأعضاء الفِرق التنفيذيّة للبحث عن المخاطر الاستراتيجيّة، وبدلًا من تصنيفها كعناصر يجب أخذ الاحتياط منها أو التَّخفيف من حدَّتها ليس إلَّا، ينبغي عليهم أن يطوِّروا فكرًا لتحويلها من عامل خطر إلى فرصةِ نجاح.
ويتمُّ ذلك عن طريق طرح بعض الأسئلة المُناسبة:
- هل هناك ما يمكننا فعله لمقاومة هذه المخاطر؟ أم تجنُّب حدوثها أفضل؟
- هل يمكن تقبُّلها واستخدامها كمؤشِّر للسُّوق؟
- كيف يمكن استغلالها كفرصةٍ لإحداث تغيير استراتيجيّ؟
ويمكنك تعلُّم المزيد عن كيفية إدارة المخاطر الاستراتيجيّة والمشاريع من خلال الدَّورات المتاحة والمقدَّمة من مؤسسة بكه لمساعدتك على إدارة المخاطر الاستراتيجيّة التي قد تواجه منظمتك بشكلٍ أفضل.
ما هي إدارة المخاطر الاستراتيجية؟
إدارة المخاطر الاستراتيجيّة هي عملية التَّعرف على المخاطر، وتحديد أسبابها وآثارها، واتِّخاذ الإجراءات ذات الصِّلة للتَّخفيف منها. وتنشأ المخاطر من عوامل داخليّة وخارجيّة مثل: إخفاقات التَّصنيع، والتغيُّرات الاقتصاديّة، والتحوَّلات التي تطرأ على أذواق المستهلكين، وما إلى ذلك.
وقد تؤدي هذه المخاطر إلى تعطيل قدرة المُؤسسة التجاريّة على تحقيق أهدافها، أو الخروج إلى السُّوق، أو حتَّى البقاء على قيد الحياة. فالإدارة الفعَّالة والكفؤة تضع ثِقل القوَّة في أيدي قادة المُؤسسات التجاريّة لتجنُّب العقبات المُحتملة أمام نجاحهم وتعظيم أدائهم.
أهمية إدارة المخاطر الاستراتيجية
يمكِّن فهم المخاطر الاستراتيجيّة وأثرها المُحتمل أصحاب المُنظَّمات -على مختلف مستوياتهم- من اتِّخاذ قرارات ذكيِّة ومُستنيرة؛ ولهذا تشكِّل إدارتها نشاطًا أساسيًّا لجميع الأعمال التجاريّة، سواء لكونها دافعًا لظهور حلول ابتكاريّة في السُّوق، أو محاولة للقادة لأن تظلَّ منظَّماتهم متقدِّمة في سباق المُنافسة.
وتواجه المنظمات التي تعجز عن إدارة المخاطر تهديدات كبيرة. حتَّى أنَّها في بعض الأحيان قد تواجه تهديدات لوجودها الأساسيّ.
على سبيل المثال:
- كوداك وريادته في مجال التَّصوير (حين قدَّم براءة اختراع لواحدةٍ من أول الكاميرات الرَّقميّة)، لكنه فيما بعد فقد سباق الكاميرا الرقميّة.
- بلوك ستور بعد ربح 6 بليون دولار من الإيرادات في ذروتها، لم يتبقَّ منها إلا متجر واحد فقط في العالم!
وعلى هذا يمكنك القول بأنَّ هذه الشَّركات فشلت في الابتكار؛ محتملٌ أن يشارك إهمالهم في الفشل، لكنَّهم فشلوا بشكلٍ أساسيّ في تقييم التَّهديد الوَاقع عليهم، وكذلك المُخاطرة بعدم التَّعامل معه وإدارته بالكفاءة المطلوبة.
وعلى النَّقيض تمامًا نجد الكثير من وسائل التُّكنولوجيا في الوقت الحاليّ، والتي نعتبرها -كمستهلكين- من الأشياء المُسلَّم بها في حياتنا اليوميّة، كانت في وقتٍ ما -سابق- خطوة شجاعة لأصحاب هذه المُنظَّمات لإطلاق هذه المنتجات، بل والمُحافظة على نجاحها من خلال تنفيذ استراتيجيّة قويّة لإدارة المخاطر.
فإذا كنت مكلفًا بالتخطيط الاستراتيجيّ في مجال عملك؛ فيمكنك أن تساعد بقوةٍ في ضمان تحقيق منظَّمتك لأهدافها، من خلال الدَّورات التدريبيّة المُعتمدة التي توفرها مؤسسة بكه في مجال إدارة المخاطر الاستراتيجيّة، سواء التأسيسيّة أو المُتخصصة، كلٌّ حسب مستواه المطلوب!
تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر. ومنها:
اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.
كيفية تحليل المخاطر الاستراتيجية
إنَّ الاعتراف بوجود بعض المخاطر الاستراتيجيّة، ومن ثمَّ اتِّخاذ إجراءات بشأنها أمران حيويان للتَّخفيف من حدَّة المشاكل النَّاتجة.
أدوات تحديد المخاطر الاستراتيجية
لإدارة المخاطر الاستراتيجيّة، ستحتاج إلى تحقيق عنصرين أساسيّين:
-
الفهم الكامل لموقف المُنظَّمة في السُّوق التجاريّ.
يشمل ذلك تحديد الجمهور المُستهدف، ودراسة حالة الشَّركات المُنافسة، وكذلك الحالة العامَّة للسُّوق، وبيئة العمل نفسها.
-
الإدراك الواضح للأهداف الاستراتيجيّة للمُنظَّمة.
يتم ذلك بدءًا من مرحلة تصميم الأهداف حتَّى مرحلة تنفيذ المُقترَح.
ويمكن أن يستغرق جمع هذه البيانات وقتًا طويلًا، ولكنَّها حتمًا ستصل بك إلى فهمٍ دقيقٍ للمخاطر الاستراتيجيّة الوَاقعة على مُنظَّمتك. وكلَّما زادت المعلومات التي تحتاج إليها، كلَّما زاد احتمال أن تتمكَّن من تنفيذ العمليات والضَّمانات التي تيسِّر نجاح المُنظَّمة للتغلّب على هذه المخاطر.
ولتحديد المخاطر الاستراتيجيّة هناك العديد من النُّهج المختلفة التي تمكِّنك من معرفتها بشكلٍ أفضل؛ وهي كالتَّالي:
-
تطبيق قاعدة "ماذا لو؟": مناقشات يليها سيناريوهات!
ويتمُّ ذلك عن طريق جمع أراء فريق إدارة المخاطر في أنحاء المؤسسة التجاريّة لاستكشاف إجابات السُّؤال التَّالي: ماذا لو حدث…؟، ومن ثمَّ رسم خرائط ذهنيّة لعوامل الخطر بعد مزج وجهات النَّظر والخبرات من مختلف الإدارات. وهنا يظهر لمسؤولي الأعمال التجاريّة مخاطر لم يكونوا ليفكروا فيها بأنفسهم. ولذلك يجدر الاهتمام بجميع المخاطر المُحتملة، بغضِّ النَّظر عن مدى عدم احتمال ظهورها في البداية، وبالطَّبع ستعطي القائمة الطَّويلة فرصةً أكبر لتقليص المخاطر وإدارتها.
-
جمع المدخلات من أصحاب المصلحة في المؤسسات التجاريّة.
وذلك بالتَّحدث مع جميع أصحاب المصلحة ومعاينة آرائهم بشأن المخاطر الاستراتيجيّة. فإذا تشاورت مع مجموعةٍ واسعة بما فيه الكفاية؛ سيساعدك هذا في جمع وجهات نظر موسَّعة عن منظَّمتك أو مؤسستك، وخلق نظرة شاملة لعوامل الخطر التي يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة لفهم المخاطر الاستراتيجيَّة التي تواجهها المُنظَّمة.
غير أنَّ وعيهم الواسع بكيفية عمل الشَّركة يمكنه أن يؤدّي إلى زيادة احتمالات غير متوقِّعة ينبغي أخذها في الاعتبار. ويمكنك الاستفادة من مستخلص خبرة هؤلاء عند التحاقك بمؤسسة بكه والتسجيل في دورتها التأسيسية لإدارة المخاطر، أو إحدى الدورات المعتمدة في إدارة المخاطر مثل دورة إدارة المخاطر الاحترافية RMP.
كيفية قياس المخاطر الاستراتيجية
وباعتبار أنَّك تعرَّفت على المخاطر الاستراتيجيّة التي تواجهها مُنظَّمتك؛ فأنت الآن في حاجةٍ إلى قياسها بصيغةٍ رقميّة يمكنها إعطاءك نتيجة محددة، ويمكنك ذلك من خلال الطرق التَّالية:
رأس المال الاقتصاديّ Economic Capital
ويعدُّ هذا المبلغ هو رأس المال الذي تحتاج إليه المؤسسة التجاريّة لتغطية أيّ خسائر غير متوقَّعة، وفقًا لمعيار من معايير الملاءة الماليّة (استنادًا إلى تقدير الشَّركة المثاليّ لقيم الدَّين العام).
ويتيح هذا المقياس للأعمال التجاريّة أن تحدد كميًّا جميع أنواع المخاطر المتَّصلة بإطلاق منتجات جديدة، أو تنفيذ مشاريع، حتَّى التَّوسع في أقاليم مختلفة. وبناءً على ذلك، يمكن أن تتخذ الإجراءات اللازمة للتَّخفيف من حدَّة المخاطر الاستراتيجيّة.
العائد المعدَّل حسب المخاطر على رأس المال RAROC: Risk-Adjusted Return On Capital
وهو إطار لقياس العائد المُتوقع القائم على المخاطر لتحليل الأداء الماليّ المعدَّل حسب المخاطر وتوفير رؤية متَّسقة للشَّركات لتحقيق الربحيّة المرغوبة. وبوسع الشَّركات أن تستفيد من هذا المقياس لتحديد ما إذا كانت الاستراتيجيّة قابلة للتطبيق أم لا، ممَّا يساعد على توجيه عمليّة صنع القرار لدى القادة.
شجرة القرارات Decision trees
ويمكن للأعمال التجاريّة على جميع المستويات أن تستخدم كلا القياسين لقياس المخاطر الاستراتيجيّة، ولكن المخاطر ستكون مختلفة بالنسبة للمشاريع الصَّغيرة عنها بالنسبة للشَّركات العالميّة. فالأولى قد لا تتعافى أبدًا من استثمار سيئ، في حين أنَّ الأخيرة لديها فرصة أكبر لتجاوز الأزمة.
ونتيجة لذلك، يجوز للشَّركات أن تستخدم شجرة قرارات لتحديد النَّتائج المُحتملة لقرارٍ ما. وهذا يمكِّن فِرق العمل من تحديد الخيارات التي تسفر عنها النَّتائج والاستعداد لجميع الاحتمالات، ومنها تحديد نقاط تحوُّل محددة ومعالجتها على النَّحو المُناسب كذلك.
إطار إدارة المخاطر الاستراتيجية The 7-Step Strategic Risk Management Framework
إذا كان لديك كلّ المعلومات والأدوات المطلوبة لإدارة المخاطر الاستراتيجيّة، فعليك تركيزها تحت عنوانٍ واحد ألا وهو "الإطار الاستراتيجيّ لإدارة المخاطر". حيث تجتمع فيه جميع الموارد (الموظَّفون، التكنولوجيات، رأس المال، وغيرها من العوامل..) اللازمة للتَّخفيف من الخسائر التي تسببها القوى الدَّاخليّة أو الخارجيّة.
وإن كانت الطَّريقة التي تنظِّم بها إطارك هي اختيارك، سيظل اتِّباعك لنهج استراتيجيّ شيئًا أساسيًا لإدارة المخاطر تدريجيًّا. والخطوات التَّالية قد تساعدك إلى حدٍّ كبير لإنشاء هذا النهج:
1. حدِّد المكان الذي تتواجد فيه في السُّوق التجاريّة بكلِّ وضوح.
كن أمينًا مع نفسك، وحدِّد موقفك في السُّوق، هذا سيساعدك في تحديد حاجتك الفعليّة من إدارة المخاطر الاستراتيجيّة التي تواجهها شركتك.
2. استخدم تحليل SWOT.
ومن خلاله يتم تحديد مواطن القوة، والضَّعف، والفرص، والتَّهديدات؛ لمعرفة أين تتواجد مُنظَّمتك بين نظيراتها في السُّوق، ونِقاط الضَّعف، والتَّهديدات التي تواجهها.
3. حدًِد استراتيجيات وأهداف المُنظَّمة بوضوح.
ويمكنك التَّحقق من ذلك بالالتحاق بدورات مؤسسة بكه التأسيسية والمُتطوّرة لإدارة المخاطر، والتي تساعد على إنشاء تخطيط استراتيجيّ جاهز للاستخدام، أو بناء آخر، أو جعلك تعيد النَّظر في استراتيجيّتك وتطبيق أخرى تمكِّنك من تحقيق أهدافك. تواصل مع مؤسسة بكه، وابدأ الآن!
4. قياس مؤشرات الأداء (KPIs).
ويمكن استخدام هذه التَّدابير لقياس مدى نجاح المُنظَّمة ورصد التَّغيرات واستكشاف فرص التَّحسين مع مرور الوقت.
حدِّد المخاطر التي يمكن أن تؤثِّر على الإنتاجية والأداء في المستقبل.
قد لا تكون هذه العوامل واضحة كما هي الحال في عوامل أخرى، كصعوبة التنبؤ مثلًا بذوق المستهلكين المُتغيِّر.
5. تقييم المخاطر وتحديد الأولويات.
يمكنك استخدام مصفوفة تقييم المخاطر، والتي ستساعدك على تسجيل المخاطر المُحتملة بناءً على احتمالية وقوعها والتَّأثير على العمل التجاريّ ككل.
6. الاستعانة بمؤشرات المخاطر الرئيسيّة KRIs.
وذلك لقياس مدى تحمُّل الشركة للعقبات، ومعرفة الوقت المُناسب لوضع إجراءات التَّخفيف موضع التنفيذ. بالإضافة لرصد العمليات الدَّاخليّة باستمرار لتحديد التقدُّم المُحرز.
- هل حُلَّت المشاكل بسرعةٍ كافية؟
- هل تُعالَج حاجات العملاء المُستهدفين؟
- هل جميع البرامج والعمليات الأساسيّة موجودة؟
والهدف من هذه المؤشرات هو البقاء على المسار الصَّحيح، والتكيُّف لضمان تحقيق أهداف المُنظَّمة.
استراتيجيات حل المخاطر
ولأنَّ التَّخفيف من المخاطر يعدُّ أمرًا أساسيًا في اكتشاف كلِّ ما يخصُّ الأعمال التجاريّة، كان لا بدّ من وجود استراتيجيّة تضمن نجاحها على مدار الأجل الطَّويل. وبتحديد المخاطر المُحتملة والتَّصدي لها على نحو استباقيّ، يمكن للشَّركات أن تقلل إلى أدنى حدٍّ من أثر الأحداث الضَّارة وأن تستفيد من فرص النّمو من خلال تطبيق الخطوات التَّالية:
1. طرح الفرص المُحتملة والمخاطر كلّ على حدة
ويجب أن تحدث هذه الخطوة قبل عملية تحديد المخاطر، فتجربة الخلط بينهما قد يؤثر سلبًا على رؤية الفرص المُحتملة.
فإذا كنت تريد من موظفيك وشركائك في العمل أن يحرروا عقولهم، ويطرحوا كل جديد من أفكارهم، لتسجيل كلّ فرصةٍ ممكنة للنّمو؛ لا تدع هذه العملية تتقلَّص وتفوّت هذه الفرصة الجادة من العصف الذهنيّ، واجعل مناقشة المخاطر في اجتماعٍ مُختلف في يومٍ آخر.
2. تخصيص الموارد على المستوى التشغيليّ
عندما تبدأ في تنفيذ استراتيجيّة شركتك، عليك بتخصيص موارد الشَّركة بطريقةٍ تخدم هذه الاستراتيجيّة، وذلك عن طريق إمداد الإدارات أو المناطق التي تسهم أكثر من غيرها بكلّ ما تحتاجه لتحقيق الأهداف الاستراتيجيّة المرجوّة.
3. رفع مستوى الحوافز ليتناسب مع الأهداف الاستراتيجيّة.
وهذه خطوة حاسمة في تنفيذ الاستراتيجيّة المطلوبة؛ لأنها تقضي على الصِّراعات الدَّاخلية. فإذا كان فريقك القياديّ يُكافأ وفقًا لخطةٍ استراتيجيّة قديمة، فلا تتوقع منهم أن يعتنوا بمخاطر خطتك الجديدة؛ فهم لا يملكون الحافز لذلك. وعلى هذا يمكنك وضع حافز مُختلف يتناسب مع استراتيجيتك الجديدة.
والآن يمكنك توفير تدريب كامل لفريقك من خلال الدَّورات التدريبية التأسيسيّة التي تطرحها مؤسسة بكه في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورة MoR التأسيسيّة، أو البدء في العمل بشكلٍ احترافيّ من خلال الدَّورات الاحترافيّة في إدارة المخاطر، ومنها دورة إدارة المخاطر الاحترافيّة RMP، يمكنك معرفة التفاصيل اللازمة من هنا.
عوامل الخطر الاستراتيجية
أحد الخطوات الأولى التي تحتاج إلى القيام بها لتحسين إدارة المخاطر هو التّعرُّف عليها، وهناك بشكلٍ رئيسيّ نوعان من عوامل الخطر الاستراتيجيّة التي يجب أن تبحث عنها.
- عوامل خطر استراتيجيّة داخليّة: والمتوقع ظهورها عادةً من الأهداف الاستراتيجيّة الثَّابتة.
- عوامل خطر استراتيجيّة خارجيّة: وينشأ هذا النوع من المخاطر خارج الشركة.
1. عوامل الخطر الاستراتيجيّة الداخليّة
وتتصل فيها المخاطر الاستراتيجيّة بالخيارات الدَّاخليّة للأعمال التجاريّة، مثل: مسار تطوير المنتجات، والإعلانات، وأدوات الاتصال، وعمليات البيع، والاستثمارات في أحدث التكنولوجيات، وما إلى ذلك. وجميع هذه الأمثلة تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الأداء والنَّتائج العامة.
2. عوامل الخطر الاستراتيجيّة الخارجيّة
ويمكن أن تنطبق هذه العوامل على البيئة الحاليّة أو المتوقّعة التي ستطلق فيها المنتجات، وغالبًا ما يكون من الأسهل فهم المخاطر الاستراتيجيّة من خلال أمثلة حقيقيّة.
مثال على ذلك:
- قد يكون طلب نوع جديد من الهواتف الذكيّة مرتفعًا اليوم، ولكن بفعل التَّغيرات الاقتصاديّة يمكن أن يؤدّي ذلك إلى انخفاض في العائد التجاريّ؛ مما يترك العمل التجاريّ في وضعٍ مختلف تمامًا عما كان متوقعًا.
- قد يطلق أحد المنافسين منتجًا رائدًا أو خدمة مبتكرة تسد احتياج السُّوق أولًا، مما يخلق مخاطر كبيرة على نجاح استراتيجيتك.
- التحوُّل الرقميّ المُتسارع للأعمال التجاريّة، والذي حقق تطوُّرًا سريعًا للتكنولوجيا؛ ولكنَّه تسبّب أيضًا في الكشف عن أنواع جديدة من المخاطر. غير أنَّه ساهم بانخفاض بعض الصناعات، وجعل منتجات أخرى عتيقة في غضون بضعة أشهر.
وتشكِّل هذه الأنواع من المخاطر خطرًا حقيقيًا على الشَّركات. ويمكن أن يؤدّي الاستثمار في وجود هذه العوامل مع قلة فرص تحقيق النَّجاح المتوقَّع إلى إجهادٍ ماليّ شديد، وفقدان الإيرادات، وإلحاق الضَّرر بالسُّمعة؛ ولا شيء من هذا قد يسهل التَّعافي منه.
أمثلة على المخاطر الاستراتيجية
وتشمل أمثلة المخاطر الاستراتيجيّة العديد من المخاطر المُختلفة، والتي قد تواجه أيًا منها أو كلها تبعًا لطبيعة عملك التجاريّ. ولأنَّها تتطوَّر بسرعةٍ أكبر من قدرة الأعمال التجاريّة على وضع استراتيجيات لمُعالجتها؛ فلا بدَّ من معرفة أمثلة من هذه المخاطر، وفهم أنواعها. وهذا سيساعدك على تجاوز المنحنى، وتحديد أنواع المخاطر الاستراتيجيّة التي تواجهها مؤسستك، وكذلك التكتيكات التي يمكن أن تضعها للاستجابة.
وسواء كنت المسؤول الرئيسيّ عن المخاطر الاستراتيجيّة، أو مسؤول عن العمليات الماليّة، أو كبير الموظفين التنفيذيين، أو مستشار عام للمؤسسة. فكونك تتحمل المسؤوليّة أكثر، سيجعل من أولوياتك محاولة فهم هذه المخاطر والعمل على التَّخفيف من حدِّتها على المستوى الاستراتيجيّ. وتساعدك في ذلك وبشكلٍ فعّال مؤسسة بكه ودوراتها المُتكاملة في إدارة المشاريع، وخاصة دورات إدارة المخاطر الاحترافيّة RMP، يمكنك التعرف على مزيد من التفاصيل هنا.
الأمثلة التسعة للمخاطر الاستراتيجية
ومن بين أنواع المخاطر الاستراتيجيّة التي ينبغي أن تكون على درايةٍ شاملة بها ما يلي:
1. المخاطر التنافسية
معظم الصّناعات قادرة على المنافسة بصورةٍ شرسة. ويمكن للشَّركات أن تخسر إذا أطلق منافسوها في السوق منتجًا مُماثلًا بتكلفةٍ أقل. ولذلك فالخطر هنا هو أن تتخلَّف عن منافسيك وهم يبتكرون ويحسنون عروضهم أسرع منك.
- ويمكن أن يساعدك تحليل المنافسة في التَّخفيف من حدِّة هذا الخطر الاستراتيجيّ؛ إذ ينبغي ألَّا تعمل الأعمال التجاريّة دون أن تضع منافسينها في اعتباراتها الاستراتيجية.
2. المخاطر التنظيمية
أيّ نظامٍ جديد قد يمكنه تعطيل أعمالك التجاريّة، وإجبارك على خلق مسؤوليات جديدة، بل ويطالبك بإدخال تكنولوجيات حديثة لتستطيع مواكبة السُّوق، وكذلك صرف قادة أعمالك التجاريّة عن عملياتهم الفعليّة لوضع أخرى مناسبة للحوكمة والتَّدابير الرِّقابية المُضافة؛ كلُّ ذلك يمكنك تخطِّيه إذا خططت جيّدًا لهذا النَّوع من المخاطر.
مثال على ذلك:
- تخيّل مُنظَّمة تعمل على منتجٍ جديد أو تخطّط لتقديم خدمة جديدة مصمّمة لتحويل السُّوق. ولعلَّها تبرز فجوة في الصّناعة وتجد طريقة لسّدها، ولكنَّها تحتاج إلى سنوات لتؤتي ثمارها.
- ومع ذلك، وخلال هذه الفترة، تتغير الأنظمة وتصبح المنتجات أو الخدمات غير مقبولة فجأة. ولا تستطيع الشركة أن تقدِّم نتيجة عملها الشَّاق إلى الجمهور المستهدف، مما ينذرها بخسارة كبيرة في الإيرادات.
- ولكن إذا كانت الشركة على دراية بهذا النوع من المخاطر، فإنها ستصبح جاهزة لهذا التغيير التنظيميّ غير المتوقَّع. ودمج عناصر المشروع المُنجَز في عناصر أخرى مُتطوِّرة أو تكييفها لتقديم حل مختلف بعض الشَّيء يناسب الاختلافات التي طرأت على السُّوق.
ولذلك يفضَّل للشركات أن تظل على اطِّلاعٍ على جميع الأنظمة ذات الصِّلة بسوقها، وأن تكون على علمٍ بالتَّغييرات المُقبلة في السُّوق التجاريّة باستمرار.
3. المخاطر الاقتصادية
يشير هذا النوع من المخاطر إلى المشهد الاقتصاديّ الأوسع، والذي قد يتغيَّر من دون سابق إنذار، مما يؤثِّر على نجاح استراتيجيتك التجاريّة. ولكن يظلّ من الصعب التنبؤ بهذا النوع من المخاطر، غير أنَّه يشكّل خطرًا حقيقيًا حتَّى على الاستراتيجيات الأكثر إنجازًا.
مثال على ذلك:
قد تؤدّي التَّغيرات الاقتصاديّة بالجمهور المستهدف من قطاع الأعمال التجاريّة إلى خسارة جزءٍ كبيرٍ من دخله أو حجمه القابل للتَّصرف في الأمور الترفيهيّة.
ولذلك يعدُّ من الضروريّ أن تظلّ بحوث العملاء على وعي بما يرغب فيه الجمهور المُستهدف، وعادات إنفاقهم، وأساليب حياتهم، وأوضاعهم الماليّة، بل وما هو أكثر من ذلك مما يعبر عنهم.
4. مخاطر التغيير
وتشير مخاطر التغيير إلى التَّحديات النَّاشئة عن التَّغيرات التكنولوجيّة والتحوّل الرقميّ للأعمال التجاريّة، أو اتِّجاهات السُّوق، أو أفضليات المستهلكين، أو المعايير الصِّناعيّة.
مثال على ذلك:
قد يؤدّي توقُّف التطوّر التكنولوجيّ لمنتجات شركةٍ ما إلى جعل تكنولوجياتها الحاليّة عتيقة، ومن ثمَّ مواجهة مخاطر كبيرة قد لا تستطيع تحملّها.
ومن الاستراتيجيات الرئيسيّة المستخدمة للتَّخفيف من حدِّة هذا النوع من المخاطر وجود استراتيجيّة قويّة لإدارة التغيير من أجل التكيّف مع التَّغيير الحادث والأخذ بالأفكار الابتكارية والتطوّر سريعًا لمواكبة السُّوق.
5. المخاطر المرتبطة بالسمعة
وتنشأ مخاطر السُّمعة عندما تضرُّ أفعال أو علاقات الشَّركة بصورتها التجاريّة وتصوُّراتها العامَّة. ويمكن للدَّعاية السلبيّة، أو عدم رضا العملاء، أو الخلافات الأخلاقيّة أن تسهم جميعها في مخاطر السُّمعة.
- ويمكن تجنب هذه المخاطر المؤثرة سلبًا على سمعة الشركة من خلال شفافية الاتصالات، والمُمارسات الأخلاقيّة، والإدارة الاستباقيّة للأزمات أيضًا.
6. المخاطر السياسية
وتنبع المخاطر السياسيّة من التَّغيرات التي تطرأ على السياسات أو الأنظمة أو الأحداث الجغرافيّة السياسيّة الحكوميّة. ويمكن أن تؤثِّر هذه المخاطر على الأعمال التجاريّة العاملة محليًّا أو دوليًّا. ويمكن أن يؤدّي عدم الاستقرار السياسيّ أو القيود التجاريّة أو التَّغييرات في السِّياسات الضَّريبية إلى تعطيل العمليات والتَّأثير على الربحيّة بشكلٍ كبير.
- ولذلك يجب على الشَّركات أن تستمر في رصد التَّطورات السياسيّة عن كثب، ووضع خطط للطَّوارئ من أجل التَّصدي لهذه المخاطر بفعاليّة.
7. مخاطر الإدارة
وهي المخاطر النَّاجمة عن سوء الإدارة، والامتثال داخل المُنظَّمة، وتشير المخاطر المُتعلّقة بالحوكمة إلى فعاليّة وسلامة إدارة الشَّركة وعمليات صنع القرار فيها. ويمكن أن يؤدّي ضعف إدارة الشركات، أو الافتقار إلى الرِّقابة، أو عدم امتثال المسؤولين التنفيذيين الرئيسيين للأنظمة، أو السلوك غير الأخلاقيّ، إلى مخاطر استراتيجيّة كبيرة.
- ومن الأمور الأساسية للتَّخفيف من حدِّة هذه المخاطر وضع أطر حوكمة قويّة، والحفاظ على الشَّفافية، وتعزيز ثقافة المُساءلة.
8. المخاطر المالية
وهي المخاطر المُتعلّقة بالصِّحة الماليّة للمنظَّمة، وتنطوي المخاطر الماليّة على تحديّات تتعلق بإدارة رأس المال، والتَّمويل، والتَّدفقات النقديّة، والاستقرار الماليّ. ويمكن لعوامل مثل: تقلُّب السُّوق، أو مخاطر الائتمان، أو قيود السّيولة، أو التَّخطيط الماليّ غير الكافي، أن تعرِّض الشَّركة لمخاطر استراتيجيّة لا تقوى على مواجهتها.
- ومن الأمور الحاسمة في إدارة هذه المخاطر تكون إدارة فعّالة لتنفيذ استراتيجيات ماليّة سليمة، وإجراء تقييمات للمخاطر، والحفاظ على الميزانية وسلامتها.
9. المخاطر التشغيلية
وتظهر هذه المخاطر بسبب عدم استيفاء عملياتك التجاريّة للمعايير. فالمخاطر التشغيليّة متأصِّلة في أنشطةٍ وعمليات الأعمال اليوميّة. وتشمل هذه المخاطر مسائل من قبيل تعطيل سلسلة الإمداد، أو تعطُّل المعدَّات، أو انتهاكات أمن الفضاء الحاسوبيّ، أو الأخطاء البشريّة، أو الكوارث الطبيعيّة.
- ولكي تتجنبها عليك بضمان قوة العمليّات التشغيليّة، وتنفيذ خطط الطَّوارئ على أكمل وجه، والاستثمار في تدابير التَّخفيف من المخاطر. كلُّ هذا من شأنه أن يساعد على التَّقليل إلى أدنى حدٍ من أثر المخاطر التشغيليّة.
وأخيرًا، قد تلاحظ الطابع المُتشابك لأنواع المخاطر الاستراتيجيّة، والذي يؤكِّد على مدى أهميّة اتّباع نهج مُتكامل لمعالجتها. فالعديد من أمثلة المخاطر الاستراتيجيّة هذه مترابطة فيما بينها وبقوةٍ.
ومثال على ذلك:
- إذا كنت تواجه مخاطر تشغيليّة حول فعاليّة عملياتك التجاريّة، فمن المرجَّح أن يعرّضك هذا إلى مخاطر ماليّة أو تنظيميّة. وبالمثل؛ إذا فشلت في معالجة مخاطر الحوكمة، فقد تواجه مخاطر تتعلق بالسُّمعة، وهكذا..!
تعلم إدارة المخاطر واحصل على شهادة معتمدة فيها:
ومع زيادة الوعي بالصِّلات الوثيقة بين المخاطر والامتثال والقيمة التجاريّة؛ قد دفع هذا الوعي المُنظَّمات إلى محاولة الاستعانة ببعض المؤسسات التدريبيّة في تطبيق استراتيجياتها الخاصَّة بالتَّخفيف، وذلك عن طريق تدريب فرقها لإدارة المخاطر التي تواجهها في السُّوق وتحديد أولوياتها اللازمة لاستمرار نجاحها. وواحدة من أهم هذه المؤسسات مؤسسة بكه.. ويمكنك التعرف على الخدمات التي تقدمها في هذا الصَّدد من هنا.
تقدم منصة بكه، العديد من الدورات التدريبية المُعتمدة في مجال إدارة المشاريع، ومنها دورات في إدارة المخاطر. ومنها:
اقرأ بروشور خاص وشامل عن تعلم إدارة المخاطر الاحترافية.
الخاتمة:
المخاطر الاستراتيجية هي تهديدات تؤثر على قدرة المؤسسات على تنفيذ استراتيجياتها بنجاح، مثل الهجمات السيبرانية أو الكوارث المناخية. تشمل إدارة هذه المخاطر تحديد الأسباب وتقييم التأثيرات المحتملة واتخاذ خطوات لتقليل الضرر.
هذه العملية ليست فقط للتخفيف من المخاطر، بل يمكن أن تحوّل التهديدات إلى فرص، مما يعزز من قدرة المؤسسة على التكيف والاستمرار في بيئة تنافسية. فهم وإدارة هذه المخاطر يعتبران أساسيين لنجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها وتجنب الفشل الاستراتيجي.