يعد التعليم الإلكتروني مصدرًا لعدة فوائد، منها المرونة في الوقت والمكان، وفعالية من حيث التكلفة، وتخصيص التجارب التعليمية، وإمكانية الوصول، والتعلم الذاتي، بالإضافة إلى ضمان إشراك الطلاب. ومع ذلك، تواجه هذه الطريقة التعليمية بعض العيوب مثل قلة الانضباط الذاتي، وزيادة العزلة الاجتماعية، وصعوبة قياس المشاركة، وعدم وجود مراقبة خلال الامتحانات، إلى جانب المشكلات الفنية ومحدودية التجارب العملية. للتغلب على هذه العيوب، يمكن تعزيز التفاعل الاجتماعي، وتنظيم دورات تدريبية للانضباط الذاتي، وتقديم فرص للتجارب العملية وإدارة المشكلات الفنية بفعالية.
في ظل عالم مليء بالتطورات التكنولوجية أثرت على حياتنا بالكامل، ازدادت أهمية التعليم الإلكتروني وبرزت بشدة للمعلمين والطلبة، فمن خلاله يحصل المعلمين على منصات تمكنهم من تقييم الطلبة بكفاءة، ويستفيد الطلبة منه في التعلم بطريقتهم الخاصة ووفقًا لتفضيلاتهم، وعلى الرغم من عدم ثقة الناس في البداية في هذا النوع من التعليم؛ إلا أنه بمرور الوقت بات التعلم الإلكتروني أداة مفضلة في عصر اليوم، لذلك نناقش في هذا المقال ما هي فوائد التعليم الإلكتروني وسلبياته.
فوائد التعليم الإلكتروني:
تشمل مميزات التعليم الإلكتروني ما يلي:
1- تحقيق المرونة في التعليم
تُعد المرونة أهم ما يميز التعليم الإلكتروني، إذ لا يحتاج الطلبة سوى إلى الاتصال بالإنترنت من أجل الوصول إلى المحتوى التعليمي في أي وقت ومن أي مكان، وهو ما يمكّن الطالب المسافر أو الذي يتنقل كثيرًا من مواصلة تعليمه دون عائق.
كما أن التعليم الإلكتروني يتيح للطالب اختيار الطريقة التي يُكمل بها دورته الدراسية بما يناسب تفضيلاته وجدوله الزمني، وهو يعزز من كفاءة التعلم لديه.
ومن خلال التعليم الإلكتروني، أصبح بإمكان الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة الوصول إلى المحتوى التعليمي بسهولة، بفضل ما يوفره هذا الأسلوب من أدوات مثل النصوص الصوتية والتعليق المغلق.
وتتضمن المرونة التي يوفرها التعليم الإلكتروني، امتلاك الطالب حرية اختيار أسلوب معالجة المعلومات الذي يناسبه، إذ يفضل البعض تلقي المعلومات من خلال مشاهدة الفيديو، ويفضل البعض الآخر تلقيها مكتوبة.
2- فعال من حيث التكلفة
من أبرز إيجابيات التعليم الإلكتروني أنه فعال من حيث التكلفة، لأنه يتيح للطالب الوصول إلى المحتوى الدراسي بشكل رقمي، فلم تعد هناك حاجة إلى شراء الكتب الدراسية والموارد الأخرى للتعليم التقليدي.
كما أن التعليم الإلكتروني ألغى الحاجة إلى وجود الفصول الدراسية والأماكن المادية الأخرى، وهو ما وفر من تكاليف استئجار القاعات والصيانة.
3- تخصيص التجارب التعليمية
من المزايا التي جعلت التعليم الإلكتروني يتفوق على التعليم التقليدي أنه يسمح بتصميم تجارب تعليمية شخصية تناسب الاحتياجات الفردية لكل طالب، مما يزيد من فعالية وكفاءة العملية التعليمية لأنه يتم تكييفها مع نقاط القوة والضعف لدى كل متعلم، فيتم تقديم المحتوى والأنشطة بناءً على أداء وتقدم الطلبة.
4- إمكانية الوصول
يُعد نظام التعليم الإلكتروني هو المفضل لدى الكثير نظرًا لما يوفره من إمكانية الوصول إلى المحتوى التعليمي المتوفر على شكل رقمي من خلال منصات التعليم عبر الإنترنت والأجهزة المحمولة، فيمكن للطلبة الاستفادة منه بصرف النظر عن موقعهم.
وتفيد هذه الميزة الطلبة الذين يقيمون في مواقع ذات موارد تعليمية محدودة، والطلبة الذين لا تتوفر لديهم الكثير من وسائل النقل، وكذلك الطلبة من ذوي الإعاقة.
5- إتاحة التعلم الذاتي
من أبرز فوائد التعليم الإلكتروني، أنه يسمح لكل طالب بالوصول إلى المحتوى التعليمي وإكماله بسرعته الخاصة، إذ يمكنه قضاء القليل من الوقت في الموضوعات السهلة، والمزيد من الوقت في الموضوعات التي يجدها صعبة، وبالتالي يتمكن الطالب من التحكم في طريقة تعلمه ووقته.
6- ضمان إشراك الطلبة
من أهم ما يميز التعليم الإلكتروني أنه يجعل الطلبة أكثر انخراطًا ومشاركة في تجربة التعليم، فمن خلال الدروس التعليمية المتاحة عبر الإنترنت يزداد التواصل بين المعلمين والطلبة، ويتحقق المعلمون من المهام الفردية لكل طالب، وبالتالي يكون الطلبة في بؤرة اهتمام المعلمين ويجعلونهم يشاركون بشكل أكبر في الفصول الدراسية والمناقشات وعملية التدريس بالكامل.
7- إمكانية التحسين الفوري
يساعد التعليم الإلكتروني على تعزيز تجربة الطلبة، لأنه يمكّن المعلمين من إعطاء تعليقات وملاحظات فورية على أداء الطلبة، كما أن أدواته مثل المحادثات الحية تتيح للطالب طرح الأسئلة والحصول على إجابات سريعة من المعلمين، وهو ما يساعد على تلبية احتياجات كل طالب، وبالتالي تصبح عملية التدريس مثمرة ومفيدة.
8- تحديث المحتوى باستمرار
من المزايا التي تمنح التعليم الإلكتروني أفضلية عن التعليم التقليدي، إمكانية تحديث المحتوى التعليمي بصورة مستمرة حتى يظل مواكبًا للتغيرات السريعة التي تطرأ على العالم، على عكس الكتب المدرسية التي تحتوي على مناهج تعليمية قديمة ليس منها فائدة في الوضع الحالي.
9- تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات
من خلال التعليم الإلكتروني، يزداد احتفاظ الطلبة بالمعلومات التي يتلقونها، لأن في هذا النوع من التعليم يشارك الطالب بجميع حواسه عند استخدام العناصر التفاعلية مثل مقاطع الفيديو والمؤثرات الصوتية والصور وغيرها، وهو ما يوفر للطالب تجربة تعليمية مثمرة.
10- شعور المتعلم براحة أكبر
يُعد التعليم الإلكتروني مناسبًا للطلبة الذين يشعرون بالحرج من التعبير عن أفكارهم وآرائهم في بيئة الفصول الدراسية التقليدية، فمن خلال منصات التعليم الافتراضية التي يوفرها، يجد هذا النوع من الطلبة راحة أكبر في التعبير عن أنفسهم وطرح الأسئلة.
11- تقديم المحتوى التعليمي المترجم
أفاد التعليم الإلكتروني المنظمات العالمية أو العاملة في بيئات متعددة اللغات في الوصول إلى المتعلمين من جميع أنحاء العالم، فمن خلاله يتم تكييف الدورات مع سياقات ثقافية محددة، حتى يناسب المحتوى التعليمي جميع الثقافات، كما يتم ترجمة هذا المحتوى إلى عدة لغات حتى يتمكن المتعلمين من الوصول إليه بلغاتهم الأصلية.
12- توفير الوقت
يساعد التعليم الإلكتروني على توفير وقت الطلبة مقارنة بطريقة التدريس التقليدية، فمن خلاله يمكن إنهاء درسًا بأكمله في جلسة تعلم واحدة، كما أن الطلبة لا يتقيدون بضرورة التنقل إلى مقار المؤسسات التعليمية، ولا يضطرون إلى مواكبة سرعة التعلم لمجموعة الفصل بأكملها، بل يمكنهم التركيز فقط على مجالات المواد التعليمية ذات الصلة بهم.
13- ضمان الاتساق
يستفيد المعلمين أيضًا من التعليم الإلكتروني في الوصول إلى جمهور أوسع وإيصال رسالتهم بشكل أكثر اتساقًا، إذ يتأكدون من تقديم تعليمًا موحدًا لجميع الطلبة الذين يستخدمون هذا النوع من التعلم.
عيوب التعليم الإلكتروني:
على الرغم من الفوائد الجمة التي يجلبها التعليم الإلكتروني للمستخدمين؛ إلا أن له بعض العيوب والسلبيات نبرزها فيما يلي:
1- عدم وجود انضباط ذاتي
من أبرز سلبيات التعليم الإلكتروني، أنه قد يُفقد البعض الانضباط الذاتي، فعلى الرغم من مرونته في أنه يتيح للطالب إيقاف المادة وأخذ استراحة ثم العودة مرة أخرى؛ إلا أن البعض قد يتوقف عن الانخراط في المادة بشكل كامل، وهو ما يعيق هذا الأسلوب من التعليم عن تحقيق أهدافه.
2- زيادة العزلة الاجتماعية
لا يحقق التعليم الإلكتروني نفس التفاعل البشري الذي يحققه نظام التعليم وجهًا لوجه، خاصة إذا اختار الطالب دراسة الجلسات المُسجلة بشكل فردي، وبالتالي لا يكون للمتعلمين نفس التفاعل الاجتماعي مع معلميهم، مما يؤدي إلى نقص مشاركة الطالب ومن ثم ضعف الحافز لديه.
3- صعوبة قياس المشاركة
في نظام التعليم الإلكتروني، قد يجد المعلمون صعوبة في تقييم مقدار مشاركة المتعلمين بنشاط في الدورة الدراسية.
4- عدم توفر المعلم
عندما يختار الطلبة تعليم أنفسهم بشكل ذاتي في نظام التعليم الإلكتروني، فهم يتلقون الدورات الدراسية المُسجلة والتي لا توفر لهم معلمًا يجيبهم عن الأسئلة التي تتبادر إلى أذهانهم بشكل فوري.
5- المشكلات الفنية
يعتمد نظام التعليم الإلكتروني على استخدام أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة، من أجل الوصول إلى المحتوى التعليمي، وبالتالي فإن تعرض أيًا من تلك الأجهزة إلى مشكلات فنية قد يعوق الطالب عن استكمال دورته الدراسية.
6- محدودية التجارب العملية
على عكس نظام التعليم التقليدي الذي يتيح القيام بتجارب عملية في البيئة التعليمية، فإن نظام التعليم الإلكتروني لا يتيح إجراء مثل تلك التجارب، وبالتالي فهو يحد من قدرة الطالب على اكتساب الخبرة العملية والمهارات الضرورية لمجالات محددة.
7- عدم وجود رقابة خلال الامتحانات
من عيوب التعليم الإلكتروني، عدم وجود مراقبة على جميع الطلبة خلال تأدية الامتحانات إلكترونيًا، وهو ما يفتح فرصًا أمامهم للغش يصعب اكتشافها، وهو أمرًا غير عادلًا بالنسبة للطلبة الذين اجتهدوا في تقديم كل ما لديهم وخضعوا للامتحان بنزاهة.
8- الاقتصار على بعض التخصصات فقط
في نظام التعليم الإلكتروني، يتم التركيز على تدريس التخصصات النظرية فقط وليس التخصصات العملية، إذ يستحيل لطلبة الطب والهندسة وغيرها من التخصصات العملية دراسة المواد الدراسية بالاعتماد على التعليم الإلكتروني الذي لا يتيح لهم إجراء تجارب للتعلم.
9- عدم جودة جميع المعلمين
مع ظهور التعليم الإلكتروني، بات بإمكان كل شخص التدريس عبر الإنترنت دون التحقق من جودته ومن امتلاكه المزيج الصحيح من المهارات الشخصية ومهارات التدريس ومهارات استخدام التكنولوجيا، وهو ما يقلل من مصداقية جميع المعلمين عبر الإنترنت.
10- صعوبة تحديث المحتوى التعليمي
على الرغم من أن المحتوى التعليمي المُقدم عبر التعليم الإلكتروني قابلًا للتحديث؛ إلا أنه يصعب تحديثه إذا كان يُقدم في شكل جلسات مُسجلة، إذ يمكن أن تصبح قديمة وعفا عليها الزمن بسرعة كبيرة.
11- وجود الأمية التكنولوجية
على الرغم من التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم اليوم؛ إلا أن هناك نسبة من السكان لا يُستهان بها يعانون من الأمية فيما يتعلق باستخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، فلا يعرفون كيفية التنقل في الإنترنت بشكل صحيح والوصول إلى المواد التعليمية المُقدمة من خلال التعليم الإلكتروني، وهو ما يمنع من استفادة جميع الأشخاص في العالم من مميزاته.
ومن المتوقع أن يزداد التأثير الإيجابي للتعليم الإلكتروني خلال السنوات المُقبلة، في ظل الانتشار السريع للإنترنت والذي يصل إلى الأماكن الأكثر عزلة، لتعم فوائده المستخدمين في جميع أنحاء العالم.
بكه للتعليم شريكك الأفضل لتدريب الموظفين:
بكه للتعليم تُعتبر واحدة من الخيارات الممتازة للمؤسسات المتخصصة في تدريب الموظفين. يمكن لبكه أن تُقدم تدريبات معتمدة ومُخصصة تُلبي احتياجات كل مؤسسة. بفضل خبرتها الواسعة في مجال التدريب والتعليم، يمكن لـ بكه للتعليم أن تُسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات الموظفين ورفع كفاءاتهم.
في بكه للتعليم، يُمكن توفير مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تُعنى بتحسين مهارات الموظفين في مختلف المجالات، مثل القيادة، والإدارة، والتكنولوجيا، وغيرها من المجالات المهمة. كما يُمكن للمؤسسات الاستفادة من الدورات التدريبية المُصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتها الفريدة.
في الختام، يُعتبر اختيار بكه للتعليم خيارًا موفقًا للمؤسسات التي ترغب في تطوير موظفيها وتحسين أدائهم، بفضل الخبرة الكبيرة والمهنية العالية والتقنيات المُتقدمة التي تُقدمها الشركة في مجال التدريب والتعليم. تعرف على خدمات بكه للمؤسسات الآن!
تؤهل بكة للتعليم الموظفين في مؤسستك للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:
- دورات ادارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
الخاتمة:
التعليم الإلكتروني يُعتبر مصدرًا لعدة فوائد مهمة، منها المرونة في الوقت والمكان، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية في أي وقت ومن أي مكان يرغبون، مما يتيح للطلاب الذين يتنقلون كثيرًا أو يعانون من جداول مزدحمة مواصلة تعليمهم بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التعليم الإلكتروني فعّالًا من حيث التكلفة، حيث يمكن للطلاب الوصول إلى المواد التعليمية بشكل رقمي دون الحاجة إلى شراء كتب دراسية مكلفة أو دفع رسوم للوصول إلى الفصول الدراسية التقليدية. كما يتيح التعليم الإلكتروني تخصيص التجارب التعليمية بشكل فردي لكل طالب، مما يزيد من فعالية التعلم عن طريق تكييف المحتوى مع احتياجات كل فرد.
ومن جانب آخر، تواجه هذه الطريقة التعليمية بعض العيوب، مثل قلة الانضباط الذاتي لدى الطلاب، حيث قد يفقد البعض الانضباط في متابعة المواد التعليمية بشكل منتظم ومنظم. كما يُعتبر التعليم الإلكتروني سببًا لزيادة العزلة الاجتماعية للطلاب، حيث يفتقدون التواصل المباشر مع زملائهم ومعلميهم، مما قد يؤثر على مشاركتهم وانخراطهم في العملية التعليمية.
للتغلب على هذه العيوب، يمكن تعزيز التواصل الاجتماعي عبر منصات التعلم الإلكتروني وتنظيم جلسات تواصل افتراضية بين الطلاب والمعلمين. كما يمكن تنظيم دورات تدريبية لتعزيز الانضباط الذاتي وتحفيز الطلاب على متابعة المواد بانتظام. ولزيادة التجارب العملية، يمكن تضمين مشاريع تطبيقية أو حالات دراسية واقعية في المناهج التعليمية الإلكترونية.
بشكل عام، يمكن تحقيق فوائد كبيرة من التعليم الإلكتروني مع مراعاة التحديات التي قد تواجهها واتخاذ الخطوات اللازمة للتغلب عليها.