أسباب فشل الدورات التدريبية وكيفية إصلاحها

أسباب فشل الدورات التدريبية وكيفية إصلاحها

كتابة : بكه

26 مايو 2024

فهرس المحتويات

فشل الدورات التدريبية غالباً يعود إلى ضعف التواصل، قلة المشاركة، التوقعات غير الواقعية، والموارد المحدودة. يمكن حل هذه المشكلات بتوضيح أهداف الدورة، تقسيم المحتوى إلى أجزاء قصيرة، واستخدام اختبارات لتعزيز الفهم.

من جهة المدربين، تجاهل احتياجات المتدربين، عدم الاستعداد الجيد، والتسعير الخاطئ من الأسباب الرئيسية للفشل. يجب على المدربين فهم احتياجات المتدربين والاستعداد جيداً، بينما ينبغي على المتدربين تحسين إدارة وقتهم والتكيف مع أنماط التدريب الجديدة.

على الرغم من أهمية الدورات التدريبية ودورها الفعال في تنمية مهارات المتدربين في مختلف المجالات؛ إلا أنه في بعض الحالات قد تفشل تلك الدورات في تحقيق المرجو منها، فقد يختار المتدرب عدم إكمال برنامجه التدريبي، أو يُنهي برنامجه دون أن يستفيد منه كما كان متوقع، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إحباط المتدربين أو اضطراب الجهات المُقدمة للتدريب، لذلك نوضح في هذا المقال ما هي أسباب فشل الدورات التدريبية بشكل عام وأسبابها من جهة المدرب والمتدربين، وأهمية تقييم الدورة التدريبية.

أسباب فشل الدورات التدريبية:

هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى فشل الدورات التدريبية وهي:

1- ضعف التواصل

قد تفشل الدورات التدريبية نتيجة ضعف التواصل بين المدرب والمتدربين، إذ يضعف هذا التواصل سواء كانت الدورة التدريبية بالنظام الحضوري أو مُقدمة عبر الإنترنت، وينتج عنه عدم تفاعل المتدربين في أثناء الدورة، وخوفهم من طرح الأسئلة، وبالتالي يشعر المتدربين أن الدورة لا جدوى منها.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تعزيز مهارات التواصل لدى المدرب، وقيامه بفتح مناقشات مع المتدربين وحثهم على المشاركة والتفاعل وطرح الأسئلة.

2- قلة المشاركة

تُعد قلة المشاركة من أبرز أسباب فشل الدورات التدريبية، إذ لا تشارك تلك الدورات المتدربين بما يكفي، فتصبح طويلة أو مملة أو بعيدة عن احتياجاتهم.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إنشاء برامج تدريبية جذابة وتفاعلية وذات صلة باهتمامات المتدربين والنتائج الراغبين في تحقيقها، كما يمكن تضمين تلك البرامج بأساليب تدريبية شيقة مثل لعب الأدوار والتعلم الاجتماعي.

3- الموارد والميزانية المحدودة

تواجه بعض الجهات المُقدمة للدورات التدريبية وكذلك الشركات أزمة تخص محدودية الموارد والميزانية المطلوبين لإنشاء دورات تدريبية فعالة، وهو ما يمنعها من تقديم تلك الدورات على النحو الأمثل.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تخصيص ميزانية للبرنامج التدريبي من أجل تجنب إنفاق مبالغ ضخمة من المال، مع تقديم المحتوى التدريبي عبر مقاطع فيديو يسهل الوصول إليها، وهو حل فعال وغير مُكلف.

4- التوقعات الخاطئة

من العوامل المؤدية إلى فشل الدورات التدريبية توقعات المتدربين الخاطئة حول الفوائد المُقرر الحصول عليها من البرنامج التدريبي، والتي تؤدي بدورها إلى شعورهم بالإحباط ومن ثم يقررون عدم إكمال التدريب.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق توضيح جميع المعلومات الممكنة حول الدورة من حيث موضوعاتها ومستوى التدريب المطلوب وأهدافها ونتائجها والمهارات المُكتسبة منها ومقدار الوقت الذي يستغرقه التدريب.

5- الإفراط في المعلومات

في بعض الأحيان، يتم تقديم دورات تدريبية تحتوي على كميات هائلة من المعلومات في فترة قصيرة، وبالتالي لا يتمكن المتدربين من استيعاب وتذكر كل هذا الكم من المعلومات، وفي النهاية تبوء تلك الدورات بالفشل.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تقسيم محتوى الدورة على مقاطع فيديو قصيرة مدتها من 5 إلى 10 دقائق، مع تقديم اختبارات التعلم الجزئي القائمة على الفيديو من أجل تحسين الاحتفاظ بالمعلومات.

6- اختيار تقنيات تدريب غير مناسبة

من الاعتقادات السائدة لدى مقدمي الدورات التدريبية أن جميع أدوات التعلم الإلكترونية مناسبة لضمان نجاح التدريب، وذلك دون النظر إلى مدى ملائمة تلك التقنيات لاحتياجات التدريب ومستويات المتدربين.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق اختيار تقنيات التدريب الداعمة للبرامج التدريبية قبل وفي أثناء وبعد الدورات، مع قياس مستوى المتدربين لاختيار التقنيات المناسبة لهم.

7- عدم متابعة الدورات التدريبية

تفشل الدورات التدريبية عندما يُهمل المتدربون متابعتها من خلال تطبيق المهارات المُكتسبة بعد انتهاء البرنامج التدريبي، وهو ما يؤدي إلى انخفاض مستوى المعرفة في الواقع. ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تقديم أنشطة للمتدربين من أجل تطبيق المهارات والمعارف التي اكتسبوها من الدورة، مع إخضاعهم لاختبارات من أجل تعزيز تلك المهارات بصورة مستمرة.

أسباب فشل الدورات التدريبية من جهة المدرب: 

قد يكون المدرب سببًا في فشل الدورات التدريبية نتيجة ارتكاب عدة أخطاء نبرزها فيما يلي:

1- تجاهل احتياجات المتدربين

من أكبر الأخطاء التي يرتكبها المدربون تجاهل احتياجات المتدربين قبل إنشاء محتوى الدورة التدريبية، إذ لا يستطيع المدرب تقديم تجربة تدريب فريدة وتحقيق نتائج ملموسة إذ لم يراع الاحتياجات الفردية المختلفة للمتدربين.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إجراء تحليل تفصيلي للمتدربين لمعرفة احتياجاتهم وما هو نوع المحتوى الذي يمكن أن يلبي تلك الاحتياجات، وما هي توقعاتهم بعد كل مرحلة من مراحل الدورة التدريبية، ويمكن إجراء هذا التحليل من خلال إنشاء استطلاعات الرأي على وسائل التواصل الاجتماعي.

2- عدم الاستعداد للتدريب

تصبح الدورات التدريبية التي يقدمها المدرب غير فعالة إذ لم يكن مستعدًا بما يكفي للبرنامج التدريبي، والذي يؤدي بدوره إلى انعدام الثقة، ونقص المشاركة وعدم الاحتفاظ بالمواد أو تدريس معلومات خاطئة.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق الاستعداد الجيد للجلسات التدريبية ودراسة المحتوى جيدًا قبل تقديمه مع تنظيم الأفكار، والتأكد من توفر جميع المواد والمعدات اللازمة.

3- عدم إعطاء تعليمات واضحة

من أبرز أسباب فشل المدربين في دوراتهم التدريبية هو عدم نجاحهم في إعطاء المتدربين تعليمات واضحة حول محتوى الدورة، وهو ما يُشعر المتدربين بالارتباك وعدم الفهم، وبالتالي يفهمون الدورة بشكل خاطئ أو يضطرون لعدم إكمال البرنامج التدريبي بالكامل.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إعطاء التعليمات بطريقة واضحة وموجزة وسهلة الفهم، مع طرح الأسئلة المفتوحة والحصول على مدخلات من المتدربين والإجابة على استفساراتهم.

4- عرض أسعار خاطئة للدورات

في الكثير من الأحيان، يتبع المدربون استراتيجية خاطئة في تحديد أسعار الدورات التدريبية المطروحة، فقد يقدمون الدورات بأسعار منخفضة جدًا تجعل المتدربون يشكون في جودتها، أو مرتفعة للغاية تجعل المتدربون لا يجدون أي سبب للاشتراك بها، وذلك دون تحليل جميع جوانب التدريب ومنها الوقت المُستغرق في الإعداد والمواد والموارد الإضافية وجميع التكاليف، وهو ما يؤدي إلى عزوف الكثير من المتدربين.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق دراسة متوسط أسعار الدورات المشابهة، مع تحليل المتدربين المستهدفين من حيث التركيبة السكانية ومستوى الدخل والموقع، إضافة إلى تقديم الدورات بأسعار مناسبة إذا كانت تلك هي التجربة الأولى للمدرب في هذا المجال، من أجل جذب المتدربين.

5- ضعف مستوى الخبرة

إذ لم يكن لدى المدرب الخبرة الكافية في مجال الدورة التدريبية التي يقوم بتقديمها؛ فسوف يؤثر ذلك على مستوى المتدربين والمستوى العام للدورة، لأنه سوف يقدم للمتدربين معلومات خاطئة أو تفتقر للدقة الكافية، ولن يكون لديه المهارات اللازمة للإلقاء وتسهيل المعلومات.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق قيام المدرب بتأهيل نفسه واكتساب الخبرة المطلوبة في مجال الدورة والإلمام بأحدث أساليب التدريب قبل تولي مسؤولية تقديمها.

أسباب لدى الجهة طالبة التدريب والمتدربين:

هناك العديد من العوامل المؤدية إلى فشل الدورات التدريبية من جهة المتدرب، وتشمل ما يلي:

1- سوء إدارة الوقت

لا تؤتي الدورات التدريبية بثمارها إذ لم يُحسن المتدرب إدارة وقته بشكل صحيح، خاصة إذا كان يتلقى البرامج التدريبية عبر الإنترنت.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إدارة الوقت وإنشاء مخطط الجدول الزمني المنتظم والتذكيرات للدورات والمهام، حتى يتمكن المتدرب من تنظيم وقته والاستفادة من محتوى الدورة.

2- عدم انتظار النتائج

قد يختار المتدرب عدم إكمال الدورة التدريبية بعد فترة قصيرة لأنه وضع لها نتائج قصيرة المدى، إذ ينتظر أن تظهر نتائج التدريب خلال أسبوع على سبيل المثال، دون الالتزام بالاستراتيجية طويلة المدى لتحقيق الأهداف المرجوة.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تحديد نقاط الضعف التي تحتاج إلى تحسين، مع إدراك أن ثمار الدورة التدريبية لا تظهر إلا بعد مرور فترة من الوقت.

3- عدم تحديد الاحتياجات من التدريب

لن يجد المتدرب للدورة التدريبية فائدة إذ لم يحدد احتياجاته الحقيقية من التدريب، وهو ما يجعله يقرر إنهاء برنامجه التدريبي قبل أن يكتمل. ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق إجراء تقييمًا متعمقًا للاحتياجات التدريبية، إذ يحدد المتدرب ماذا يحتاج من هذا التدريب سواء كانت الخبرة أو المهارة أو التدريب على المهارات الناعمة.

4- صعوبة التكيف

قد لا يستفيد المتدرب من الدورات التدريبية المتاحة عبر الإنترنت إذا فشل في التكيف مع هذا النمط من التدريب، فالكثير من المتدربين اعتاد على نظام التدريب التقليدي ويجدونه الأكثر منفعة، ومنهم من لا يجيد التعامل مع المنصات التي توفر تلك الدورات، وبالتالي لا يستفيدون من الكثير من الدورات التي قد لا تُتاح سوى عبر الإنترنت.

ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق التدريب الكافي على استخدام المنصات التعليمية من حيث بدء الدورة وإنهائها وطرح الأسئلة، وغير ذلك من الأنشطة.

أهمية تقييم الدورة التدريبية:

يُعد تقييم الدورة التدريبية من العناصر التي تلعب دورًا بارزًا في نجاحها، فمن خلال هذا التقييم تتحقق العديد من الفوائد وهي:

تحسين جودة الدورات

يتضمن تقييم الدورة التدريبية تعليقات من مصممي الدورات والمدربين، وهي التعليقات التي تساعد على تحسين جودة الدورة عن طريق تحديث موادها وتكييف المحتوى لتلبية احتياجات المتدربين بشكل أفضل.

تقديم تجارب تدريبية أفضل

ينطوي تقييم الدورات التدريبية على تقييم استراتيجيات التدريس المُتبعة، ويوفر هذا التقييم معلومات مهمة حول كيفية ارتباط نتائج التدريب بممارساته، ومن ثم يتم إجراء التغييرات المناسبة التي تساعد على تقديم تجارب تدريبية أكثر تفاعلًا.

معرفة مدى نجاح الدورة

يفيد إجراء التقييم للدورة التدريبية في معرفة مدى نجاح الدورة في تحقيق أهدافها من حيث تلبية احتياجات المتدربين، إذ ينطوي هذا التقييم على الحصول على تعليقات من المتدربين حول مدى رضاهم عن التدريب وآرائهم في المحتوى المُقدم وأساليب العرض ووسائل التدريب المُستخدمة.

تقليل معدل دوران المتدربين

يساعد تقييم الدورة التدريبية على تقليل معدل ترك المتدربين للدورة وعدم إكمالها، وذلك في حال استخدام هذا التقييم في تحسين الدورة من حيث تصميمها وأساليب تقديمها، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة مشاركة المتدربين وإكمال برامجهم التدريبية.

ضمان الالتزام بالجودة المطلوبة

من خلال تقييم الدورة التدريبية يقدم المدربون والمتدربون ملاحظات حول فعاليتها، ومن ثم يمكن تحديد مجالات التحسين، وهو ما يضمن تلبية الدورة المعايير الموضوعة ونتائج التدريب المرجوة.

الدورات المهنية طريقك نحو مستقبل مهني أفضل!

لا تفوّت الفرصة لرفع مستواك وتحقيق النجاح! اكتشف مجموعة من الدورات والشهادات التي تساعدك على تحديد الأولويات بشكل أفضل وتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية. ابدأ اليوم لتحقيق طموحاتك المهنية وتحقيق النجاح في حياتك. انضم إلينا الآن!

وأخيرًا، يمكننا القول أن ترتيب الأولويات يساعدك في تحقيق الفعالية والإنتاجية، تحقيق الأهداف، إدارة الوقت بشكل أفضل، تقليل التوتر، واتخاذ قرارات صحيحة.

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

فشل الدورات التدريبية يمكن أن يُعزى إلى عدة عوامل رئيسية منها ضعف التواصل وقلة المشاركة، إلى جانب الموارد والميزانية المحدودة والتوقعات الخاطئة من المتدربين حول الفوائد المحتملة. عدم وضوح المعلومات المقدمة حول محتوى وأهداف الدورة يؤدي إلى شعور المتدربين بالإحباط. لتجنب هذا، يجب توضيح كافة تفاصيل الدورة بشكل دقيق. مشكلة أخرى هي الإفراط في تقديم المعلومات في فترة قصيرة مما يصعب على المتدربين استيعابها، ويمكن حلها عبر تقسيم المحتوى إلى مقاطع قصيرة مع اختبارات تعليمية لتعزيز استيعاب المعلومات.

من جهة المدربين، يمكن أن تؤدي عدة أخطاء إلى فشل الدورات مثل تجاهل احتياجات المتدربين وعدم الاستعداد الكافي والتسعير الخاطئ. بالإضافة إلى ذلك، ضعف مستوى الخبرة لدى المدرب قد يؤثر سلبًا على جودة التدريب. لحل هذه المشاكل، يجب على المدربين إجراء تحليل تفصيلي لاحتياجات المتدربين، والاستعداد الجيد للدورات، وتحديد أسعار مناسبة للدورات بناءً على تحليل شامل للسوق، وتأهيل أنفسهم واكتساب الخبرات اللازمة. من جهة المتدربين، سوء إدارة الوقت وعدم التكيف مع أنماط التدريب الجديدة يمكن أن يؤدي إلى عدم الاستفادة الكاملة من الدورات التدريبية.

وفي الختام، فإن تحديد أسباب فشل الدورات التدريبية يساعد على إيجاد الحلول التي تعزز من فعاليتها ودورها في تطوير مهارات ومعارف المتدربين.

واتساب