كيف أكتسب خبرة بعد التخرج؟ دليلك الشامل

كتابة : بكه

16 أبريل 2025

فهرس المحتويات

هل تخرَّجت للتوِّ؟ وتبحثُ عن عملٍ يناسبك؟ أم أنَّك على وشك التخرُّج، وتودُّ التجهُّز لفترةِ ما بعد التخرُّج؟ ومن المُحتملِ جدًا أنَّك تسأل نفسك الآن: ماذا بعد ذلك؟ كيف يمكنني اكتساب خبرة عمليّة تساعدني على الالتحاق بوظيفةِ أحلامي؟

هذا ما ستحصل على إجابته في السُّطور التاليّة!

فحياةُ ما بعد الجامعة هي مزيجٌ معقَّد من الإثارة والإمكانات، الذي يخالطهما القليلُ من القلق والخوف من الشعور بقلَّة الإنجاز. ولكن لا تقلق! فسواء حدَّدت خطةً مهنيّة لك أو أنَّك لا تزالُ ترسم خطواتك في الطريق، سيعمل هذا الدَّليل كخريطة عملٍ تقدِّم لك أفكارًا ونصائح ملموسة لاكتساب الخبرة المهنيّة التي ترغب، واستخدامها في الاتجاه الصَّحيح. 

كل ما تحتاج إليه هدفٌ وخطَّة!

كيف أكتسب خبرة بعد التخرج 

إنَّ الحصول على وظيفةٍ ما يتطلَّب خبرة، وإنَّك لن تتمكَّن من حصد الخبرة المطلوبةِ ما لم يكن لديك وظيفة. إنَّها دائرة مروِّعة من الأفكار، أليس كذلك؟! وقد تنتهي ببساطةٍ إذا واجهت هذا الشعور، وتوجَّهت مباشرة لوضع جدولك المُناسب للحصول على خبرةٍ عمليّة في مجالك المُستهدف.

إليك هنا بعض النَّصائح التي ستساعدك في حلِّ مشكلتك الأكبر بعد التخرُّج واكتساب خبرة عمليّة. أوَّل ثلاث نصائح ستمكّنك من دعم قدراتك بشكل فوري، بينما الأربعة الأخيرة ستتناول الطرق والأماكن التي يمكنك البحث فيها للحصول على خبرة عمل بعد التخرج.

1. تحسين مهاراتك المهنية

بما أنَّك تخرَّجت الآن، عليك أن تحذر التعرُّض لشعور التشاؤم المنتشر بين الخرّيجين الجُدد، وتتالي الصَّرخات اليائسة التي تقول:

  • لا يمكنني التَّعامل مع سوق العمل، ماذا أفعل؟
  • لم أتخرج بدرجةٍ مميزة مثل زملائي، فكيف لي أن أحصل على وظيفة جيّدة؟
  • أنا سيئٌ للغاية، لستُ شغوفًا بأيٍّ من التخصُّصات، فما الذي قد يجعل شركةً كبيرة ناجحة تقبل خرّيجًا مثلي؟

لا داعي أبدًا للقلق؛ فكونك تخرَّجت حديثًا يميزك بالكثير من السِّمات الإيجابية جدًا طوال مسارك بعد التخرُّج. وهذا ما لاحظته بعض الشركات، وذلك لأنها تجد في توظيف الخرِّيجين العديد من الفوائد، مثل:

  • سعيهم للتعلُّم والتقدُّم.
  • استعدادهم للتكيُّف مع بيئات العمل.
  • نظرتهم المُختلفة والابتكاريّة للأمور.
  • سهولة توظيفهم، وحرصهم على إثبات أنفسهم.

إذا ارتسمت الابتسامة على وجهك الآن لامتلاكك كلّ هذه الصِّفات، فهنيئًا لك! سأخبرك شيئًا نادرًا ما يُقال للخريجين، بعض الشركات وأرباب العمل تسعى للحصول على المهارات التي لا يدرك معظم الخرّيجين حتَّى أنَّهم يمتلكونها!

2. ثق بنفسك، وبما يمكنك تقديمه 

مهما كان التحصيل الأكاديميّ رائعًا، ويثقل من مهاراتك المعرفيّة، إلَّا أنَّ التجربة العمليّة هي ما تحتاج إليه في الوقت الحالي. فمن الطبيعيّ جدًا أن تبحث عن بيئة عمل تمكّنك من إظهار مهاراتك. ولهذا عليك بالبدء في تسجيل كلّ ما لديك من مهارات، وتأكَّد أنَّك تمتلك بعضها بالفعل دون أن تعي ذلك.

3. تعرَّف على مهارات سوق العمل المطلوبة

ويُشار إليها بـ"الكفاءات الأساسيّة" اللازمة لشغل وظيفةٍ أو مهنة ما، ويمكن تحديدها أكثر بأنَّها المهارات الإنسانيّة التي تطوَّرت داخلنا بينما نقطع أشواطًا مختلفة في الحياة، ويحدث ذلك غالبًا دون معرفة منَّا. وقد يغفل عنها الخرِّيجون لتركيزهم على الحصول على عملٍ كنتيجةٍ من دون تجهيز أسباب ذلك.

فلا تبحث الكثير من الشركات عن التنفيذيين ذوي الخبرة، في حين أنَّها عندما تقدُّم فرصًا للتدريب أو الوظائف المُبتدئة، فإنَّهم يريدون أشخاصًا يتمتَّعون بشخصيةٍ قادرة على التَّعبير بثقةٍ عن مهاراتهم.

ويمكن التعبير عن هذه المهارات بأشكالٍ عدة، فقد تكون:

    • أساسيّة (مثل: القدرة على بناء علاقات دائمة، ومساعدة الأشخاص).
    • أمور شائعة ويوميّة (مثل: تحديد وتحقيق الأهداف، ترتيب الأولويات، أو لقاء الناس وتحيَّتهم).
  • تنظيميّة (مثل: إيجاد طرق أكثر كفاءة في جرد المخزون، أو زيادة إدراكك بالسِّلع التي لم تُباع، مما يمكّنك بدورك من الإعلان عن عروض عليها).
  • تحليليّة (مثل: إجراء توقُّع بناءً على المعلومات، أو البحث في موضوع معيَّن).
  • إداريّة (مثل: استقبال وإدارة المكالمات الهاتفيّة، أو إدارة جداول البيانات).

قد تسأل الآن "وماذا في ذلك؟"، يمكن لأيّ شخصٍ القيام بتلك المهارات، وهذا بالضبط ما أقصده. لأن ما يمكنك أن تتميز فيه يقوم أساسًا على المهارات التي تمتلكها أو اكتسبتها بالفعل، مع معرفة كيفية ووقت إظهارها. وهذا هو الأساس للتقديم لأيّ عملٍ. بمعنى آخر؛ أيُّ مهارةٍ يمكنك إظهارها، فقط عليك تحديد التالي:

  • متى تظهرها؟
  • أيُّ مهارةٍ منهم أنت في حاجة لاستخدامها؟
  • ماذا حصدت نتيجة لاستخدامها؟ 

لا تتردَّد في الإجابة عليها، ستحدِث فرقًا، واسأل نفسك ماذا الذي قد تفقده مؤسسةٌ ما تعمل بها، أو ما الشيء القيّم الذي يمكنك تقديمه، وما كان ليحدث، لو لم تكن هناك؟! قدِّر مهاراتك، واكتسب المزيد من خلال بعض الدورات التي تطرح مجموعة واسعة ومتنوعة من المهارات المهنيّة، وأرشح لك البحث في دورات وخدمات مؤسسة بكه لتطوير المهارات عبر الإنترنت للحصول على المناسب لك منها.

وبعد أن ناقشنا كيفيّة عرض مهاراتك واستخدامها، فقد حان وقت التفكير في نوع العمل المُناسب لك، وأين يمكنك الحصول على الخبرة المُناسبة له.

4. التدريب العملي:

التدريب العملي بعد التخرج يُعد خطوة محورية للانخراط في بيئة العمل الواقعية، حيث يمنح الخريجين فرصة حقيقية لاكتساب خبرة مهنية تُعزّز مهاراتهم التطبيقية وتُقرّبهم من متطلبات السوق. عادةً ما تُصمَّم هذه البرامج بإشراف احترافي وهيكلة واضحة، وقد تكون بدوام كامل أو جزئي. يتيح التدريب العملي للمُتدرب بناء علاقات مهنية، وزيادة ثقته بنفسه، بل وربما الحصول على وظيفة دائمة داخل نفس المؤسسة. كما يُعد وسيلة فعالة لتجربة المجال المهني قبل الالتزام طويل المدى به.

ومع ذلك، لا يخلو التدريب من بعض التحديات، مثل كونه غير مدفوع أحيانًا أو احتوائه على مهام بسيطة لا تعكس قدرات المتدرب. كما قد يواجه المتدرب صعوبة في إثبات نفسه وسط فريق لا يُقدّر بعد أفكاره بسبب قلة الخبرة. ومع ذلك، يمكن تخطي هذه العوائق من خلال البحث الذكي عن برامج تدريب مناسبة، سواء عبر الإنترنت أو من خلال التواصل مع المعارف أو عبر معارض التوظيف. أخيرًا، يمكن للمنصات التعليمية مثل "بكه" أن تكون داعمًا قويًا في تطوير المهارات المهنية والاستعداد لسوق العمل بثقة وكفاءة.

5. وظيفة بدوام جزئي

بخلاف الخيارات السابقة لقائمة اكتساب الخبرة بعد التخرج، فإن شغلك لوظيفةٍ ما بدوامٍ جزئيّ سيوفِّر لك دخلًا ثابتًا وساعات عملٍ محدَّدة. وهذا السبب واحدٌ من الأسباب الرئيسيّة التي تجعل الطلاب يختارونها كوسيلةٍ لاكتساب الخبرة أثناء دراستهم، ولكنك كخريجٍ جديد لديك فرصة أفضل لاستخدام هذا الخيار. 

فإذا كنت تبحث على وظيفةٍ بدوام جزئيّ، ولم تنجح أبدًا في البحث حتَّى الآن.. إليك بعض النصائح المفيدة، استخدمها وافتح عالمًا مليئًا بفرص العمل المناسبة لك:

  • أدوات البحث

اكتب في خانة البحث "وظائف"، واختر مواقع التوظيف الموثوقة. كلُّ ما عليك أن تضع بياناتك الشخصيّة، وسيتم عرض الوظائف الشاغرة المُناسبة لمجال عملك.

  • منصات الفيسبوك والإنستغرام

بمجرد أن تستخدم جوجل للبحث عن وظيفة، يمكنك أن تبدأ في البحث من خلال منصَّات التواصل الاجتماعيّ الخاصة بك. هناك العديد من المجموعات والحسابات، يستخدمها أصحاب العمل لنشر الوظائف المتاحة في مؤسساتهم.

  • منصة لينكد-إن

على عكس فيسبوك وإنستغرام، يركز لينكد-إن فقط على توفير فرص العمل. قم بإنشاء ملف شخصيّ هناك، وقم بتحديث سيرتك الذاتيّة، وابدأ في استكشاف خياراتك المهنيّة. بالإضافة إلى فرص التدريب والتطوع المطروحة بكثرة أيضًا.

  • زيارة أماكن العمل المحتملة

الاتصال الشخصيّ مع صاحب عمل مُحتمل هي -على الأرجح- الطريقة الأكثر فعاليّة للحصول على وظيفةٍ قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعيّ، ولكنَّها لا تزال تحتفظ ببعض من الخصوصية والتميز. راجع الشركات التي قد تحتاج إلى موظفين حديثي التخرُّج، يمكنك زيارتهم والتواصل مع المُمثلين لها بحريّةٍ تامّةٍ، وتتوقف هذه الخطوة على قدرتك في إظهار إمكانياتك وجذب انتباه صاحب العمل.

6. العمل الحر

لكلٍّ منِّا شيءٌ يستمتع به، فما رأيك أن تقدِّم خدماتك الخاصَّة، سواء كان ذلك من خلال حسابك على وسائل التواصل الاجتماعيّ أو منصَّات العمل الحرِّ. وتتميز هذه الوظائف بأنَّها عقود قصيرة الأجل، وطريقة مميزة للتحكم في جدولك اليوميّ، واستغلال وقت فراغك في العمل بشيءٍ تستمع به، وتحصل على أجرٍ مقابل ذلك.

وهناك العديد من خيارات العمل الحرِّ حسب تخصُّصك واهتماماتك، وفي النقاط التاليّة جمعنا التخصُّصات الأكثر شعبيّة، والمتاحة في نفس الوقت:

  • الدروس الخصوصية

بالتأكيد كان لديك ولو مادة واحدة مفضَّلة أثناء فترة دراستك، هناك أشخاص في حاجة للمساعدة وعلى استعداد للدفع مقابل أن يتمَّ التدريس لهم. يمكنك تقديم هذه الخدمة حسب جدولك الزمنيّ، بعيدًا عن أوقات انشغالك.

  • الترجمة

أمَّا إذا كنت ممارسًا للغة أجنبية غير لغتك الأم، فأنت مطلوب بشدةٍ كمترجمٍ أو كمعلمٍ لغير الناطقين بلغتك الأم. أضف إلى ذلك قدرتك لترجمة الكتب والمقالات والمستندات وغيرها.

  • البرمجة ودعم تكنولوجيا المعلومات

إذا قمت سابقًا بتعلُّم مهارات تخصُّ برامج الكمبيوتر ودعم تكنولوجيا المعلومات، فقد تكون هذه وظيفة أحلامك. فدائمًا ما تبحث الشركات الصَّغيرة عن مبرمجٍ لإنشاء موقع إلكترونيّ. كلا الوظيفتين يمكنهما تعزيز سيرتك الذاتيّة بفعاليّة.

  • التدوين وكتابة المحتوى

كما أفعل الآن، يقدم كتّاب المحتوى لمواقع الويب والمدوَّنات والمقالات ومنصَّات التواصل الاجتماعيّ المحتوى المناسب لما يقدمونه، من خلال معلوماتٍ جديدة يتم عرضها للقراء بطريقةٍ ممتعة. يمكنك القيام بذلك بشكلٍ مستقل أو العمل لدى شركة ما، حيث تقوم الشركات بتوظيف المدوّنين لحضور فعاليات مختلفة والترويج لها. قد يكون ذلك تحديًّا، ولكنك إذا كنت مستعدًا لهذا التحدّي، فتلك فرصتك المثاليّة، وأهلًا بك.

  • التحرير والتدقيق اللغوي

إذا كان لديك شغف بالعثور على الأخطاء الإملائيّة واللغويّة، فقد تكون هذه فرصة رائعة لك. يمكنك مراجعة النُّصوص للمجلات، والكتب، والمجلَّات، وأيّ نوعٍ آخر من النُّصوص المكتوبة.

  • التصميم

تحتاج الشركات غالبًا إلى مصمم لإنشاء شعارها أو موقعها الإلكترونيّ. إذا كان لديك خلفية في التصميم، يمكنك التقدُّم للوظيفة، أضف إلى ذلك سهولة تعلُّمها من قنوات اليوتيوب. لا تتردد في البحث عمَّا يتطلبه هذا العمل من معرفة ببعض البرمجيات، مثل: فوتوشوب أو إليستريتور.

  • التصوير الفوتوغرافي

قد يصبح هذه الهواية الصغيرة مهنة مدفوعة الأجر، إذا اخترتها. ففي هذه الأيام، الناس مستعدون لدفع المال لك لتصوير حفلات زفافهم، أو أعياد ميلادهم، أو تخرُّجهم، أو أيّ مناسبة أخرى. ومنها يمكنك كسب مبلغ جيد، اعتمادًا على مهاراتك وخبرتك في هذا المجال.

وأخيرًا؛ يمكنك الالتحاق بأيّ من الدَّورات التدريبيّة التي تعرضها منصة بكه الإلكترونية في إدارة المشاريع، والموارد البشرية، وإدارة الجودة، أو حسب اهتماماتك، يمكنك التعمق أكثر في دورات بكه التدريبية التأسيسية أو الاحترافية واختيار ما يناسبك منها.

كيف أبدأ في العمل الحر؟

بالتأكيد هذا ما يخطر في بالك الآن، كلُّ ما عليك للانخراط في العمل الحرِّ، أن تقوم ببعض الخطوات كبدايةٍ:

  • حدد مجموعة مهاراتك

تحديد نقاط قوتك، ومجال خبرتك، ستجعلك مستقلًا ناجحًا.

  • أنشئ سيرة ذاتية وحافظة أعمال

نفّذ مهامًا على علاقة بالمجال المهتم به، وأضفها لحافظة أعمالك. أظهرها في سيرتك الذاتيّة، وسيقرّر العملاء ما إذا كنت مناسبًا لهم بناءً على خبرتك ومهاراتك أم لا.

  • سجل حسابك في منصة للعمل الحر

أضف بياناتك في المواقع إلكترونية الخاصة بالعمل الحر، حيث يمكنك العثور على الطلبات والعملاء. اختر المنصة التي تودُّ التسجيل فيها، فهم يختلفون حسب الخدمات التي يقدمونها. واعتمادًا على نوع منصَّة العمل الحرّ التي تختارها، ستختلف عملية البحث عن الطلبات.

  • ابدأ بوظائف صغيرة تضاف كنموذج لأعمالك

لن تستطيع الحصول على أيّ وظائف ذات رواتب عالية في البدايّة. فحصولك على بعض الأعمال ذات الأجر المنخفض يتيح لك اكتساب بعض الخبرة والحصول على تعليقات داعمة من عملائك. ومع مرور الوقت، ستتمكن من بناء مصداقيتك كمستقلٍ، وستصبح قادرًا على عرض نماذج لأعمالك للعملاء المُحتملين.

  • ابن شبكة تواصل جيدة مع عملائك

التزم بالمواعيد النِّهائية وكن متَّسقًا في عملك، هذه هي الخطوات الأولى في بناء شبكة جيدة من عملائك، ذلك أمر ضروري لنجاحك. وتأكد أنك إذا قمت بتحسين مهاراتك في التواصل وقدَّمت خدمات عالية الجودة، سيتواصل العملاء معك من دون تردد.

7. التطوُّع

ومفهوم التطوُّع يتركَّز في أنَّه نشاط لمساعدة منظَّمة غير ربحيّة مع تخصيص بعض من وقتك وجهدك للمشاركة فيه. عادةً ما يكون دورك التطوُّعيّ غير مدفوع، ولكنه في النهاية سيكسبك خبرة، وسيحمل لك قيمةً أكبر بكثير من المال. 

وبالرّغم من أنَّ البعض قد يقلل من قيمة العمل التطوعيّ الحقيقيّة، إلَّا أنَّ هذا النوع من التجارب سيوفر لك الكثير من المعرفة، وسيرفع من قيمة سيرتك الذاتيّة بشكلٍ كبير، فهو لا يعني دائمًا تقديم المساعدة في ملجإٍ أو دار أيتام، بل هو أشمل من ذلك بكثير.

اطلع على النصائح التالية التي طرحها بعض المتطوعين السابقين، وتأكد من أنك ستستفيد مما فعلوه:

  • تطوَّع في مجال اهتمامك

إذا كنت تشعر أنَّ هذا النوع من النشاط سيفي بالغرض بالنسبة لك؛ فلا تتردد! تطوَّع في مجال دراستك أو مهنتك، ثم احصل على تجربةٍ قيّمة لك تثقل سيرتك الذاتيّة.

  • احسب الساعات التي قضيتها في التطوع

ستحتاج إلى هذه المعلومات في سيرتك الذاتيّة كذلك، فمن عادة الأرقام أنَّها تضيف مصداقية وتجذب الانتباه. ولذلك، عليك بمتابعة عملك، وكتابة كم الوقت الذي تطوعت فيه، سيكون لهذا التفصيل البسيط تأثير كبير على سيرتك الذاتيّة بكل تأكيد.

  • لا تتجاهل أهمية الشبكات

تقديم المساعدة لمجتمعك سيمكنك من لقاء أشخاص، وتكوين معارف قد تكون مفيدة لاحقًا. لذا، كن منفتحًا على أشخاص جُدد، وابنِ علاقات جيدة معهم، وأظهر لهم إمكانياتك، فأنت لا تعرف أبدًا من منهم سيقودك لمسيرتك المهنيّة الدائمة، من يعلم! ربَّما يكون لأحد المعارف الذين تعرَّفت عليهم أثناء التطوع دور حاسم في حياتك المستقبليّة.

قد يكون التطوُّع تجربةً مرهقة تتطلَّب الكثير من الوقت والجهد منك، ويمكن أن تشعرك أيضًا ببعض الضُّغوط النفسيّة سريعًا نتيجة لتأثرك بالبيئة المُحيطة. ولهذا، قبل أن تبدأ، قم بتقييم جميع الإيجابيّات والسلبيّات لهذه الخطوة، وتأكَّد من أنَّ صحتك النفسيّة قادرة على تحمّل ذلك.

مميزات اكتساب خبرة بعد التخرج

ينصحُ الكثيرون من ذوي الخبرة العديد من الخريجين الجُدد بالحصول على خبرة عملٍ ذات صلةٍ بمجال العمل والاستفادة من مختلف المهن، وذلك لعدَّة أسبابٍ شائعة، عليك فقط إيجاد الميزة الفريدة التي يمكنك التفرُّد بها.

1. حصد الخبرة العملية ذات الصلة

تساعدك الخبرة العمليّة ذات الصلة بشكلٍ كبير أثناء بحثك عن وظيفةٍ بعد التخرُّج؛ لأنَّ ما يهمُّ أصحاب العمل هو الالتزام، والحماس، والأهم من ذلك سجل خبراتك العمليّة في المجال. فكلَّما أضفت إنجازات وخبرات أكثر صلة إلى سيرتك الذاتيّة، زاد الانتباه الذي ستحظى به كمرشحٍ مُحتملٍ للوظيفة.

2. ممارستك للعمل تدعم إتقانك له، ومعرفتك الأكاديمية

حصولك على خبرةٍ عمليّة سيدعِّم معرفتك الأكاديميّة، وهذا بدوره سيؤدّي إلى تفوّقك المهنيّ وتطبيق ما تعلَّمته على المواقف التي تواجهها في بيئة العمل.

3. تحديد ما إذا كانت المهنة التي تود ممارستها مناسبة لك أم لا

الخبرة العمليّة تؤكِّد لك ما إذا كان مسار الحياة المهنيّة الذي اخترته يفي بتوقعاتك، ويشعرك بالرِّضا أم لا. إن استمتعت بالعمل فتلك مسيرتك، أما إذا شعرتَ بخيبة أملٍ فيمكنك تغيير خطط دراستك أو تعديل أهدافك من جديدٍ قبل فوات الأوان، ووقوعك في وظيفةٍ مملَّة لا تحبُّها.

4. تحقيق بداية قوية في مسيرتك المهنية

ويعدُّ هذا أفضل ما تقدِّمه لك الخبرة العمليّة؛ فقدرتك على الاندماج سريعًا مع وظيفتك لامتلاكك الخبرة المطلوبة، سيجعلكَ تحصل على التقدير الذي تنتظره من رؤسائك وبين زملائك، بالإضافة إلى حصولك على أجرٍ مُقابل ما تقدِّمه من خدماتٍ في الشركة أو المؤسسة التي تعمل لديها.

5. قد تتمكن من مواكبة مسيرتك الأكاديمية

وفقًا لبعض الخريجين الرَّاغبين في إكمال دراستهم الأكاديميّة، فإنَّ الحصول على خبرةٍ عمليّة قد يساعدك على تطوير إدارة الوقت مما يمكّنك من مواكبة دراستك وإجراء مهامك الوظيفيّة، خاصةً إذا كنت تعمل بدوامٍ جزئيّ.

إذا وضعت هذه النقاط في اعتبارك ستعثر على الشرارة الأولى للإجابة على سؤالٍ من أكثر الأسئلة المُسيطرة عليك بعد التخرُّج، ألا وهو "كيف أكتسب خبرة بعد التخرُّج؟".

الخاتمة

التخرُّج من الجامعة ودخول سوق العمل فترة انتقاليّة يمكنك التحكم فيها، وإدارتها جيدًا لتشكيل مسيرتك المهنيّة المستقبليّة التي ترغب. وفي الوقت الحالي، وبالرّغم من وجود العديد من التحديّات، يمكنك الآن البدء في التحرُّك لبناء خبرتك بعد التخرج. ومع وضع ذلك في الاعتبار، قدمت لك سبعة اقتراحات بمقدورها -إذا اخترت منها ما هو مناسب لك- أن تساعدك في اكتساب الخبرة العملية بعد التخرج.

وإليك اقتراح أخير قبل أن أغادر؛ منصَّة بكه من المنصَّات التي تمكنها أن تكسبك ثقلًا لمهاراتك في المجال الذي تودُّ العمل به، وذلك بأفضل برامج التعليم في مختلف المجالات، استعن بها للانتقال خلال فترة ما بعد الجامعة حتَّى استقرار حياتك المهنيّة. 

وانظر لنفسك على أنَّك مورد غنيّ بالإمكانيات لم يُستهلك بعد.. لا بدٌّ من أن تكون أنت أول من يدرك ذلك!

واتساب