الشراكات الاستراتيجية وأنواعها ومهام إدارتها وأهدافها

الشراكات الاستراتيجية وأنواعها ومهام إدارتها وأهدافها

كتابة : بكه

26 مايو 2024

فهرس المحتويات

في ظل اشتداد التنافس بين المنظمات في مختلف الصناعات، ظهرت الكثير من الحلول التي تساعد على تحقيق النجاح والتميز في السوق التنافسي، وتُعد العلاقات التي تقيمها المنظمات مع بعضها البعض من أبرز تلك الحلول، إذ تساعد تلك العلاقات على توسيع نطاق الوصول إلى العملاء وكذلك العملاء المحتملين، ونمو الأعمال بأقل تكاليف ممكنة، وهي العلاقات التي يُطلق عليها اسم الشراكات الاستراتيجية، وفي سطور هذا المقال نوضح تعريف الشراكات الاستراتيجية وأنواعها ومهامها وأهميتها وأهدافها.

تعريف الشراكات الاستراتيجية:

الشراكات الاستراتيجية هي العلاقات طويلة الأجل التي تكونها المنظمة مع منظمة أخرى أو أكثر بهدف خلق قيمة مشتركة بينهما تساعدهم على تحقيق النجاح، وفي الغالب فإن تلك العلاقات تنشأ بين كيانات غير متنافسة، أي تظل كل منظمة مستقلة في عملها ولكنها تعمل مع المنظمة الأخرى في مجالات استراتيجية وتشترك معها في النتائج المترتبة على قرارات الشراكة من مخاطر وفوائد.

وتحصل المنظمة على قيمة عبر الشراكات الاستراتيجية من الموارد والخدمات والمعلومات التي تقدمها المنظمة الأخرى والتي لا تستطيع المنظمة الأولى الحصول عليها.

وتستفيد الشركات الصغيرة من الشراكات الاستراتيجية في توسيع قاعدة عملائها بتكلفة منخفضة، إذ تعمل مع شريك تسويق استراتيجي يضمن لها توسيع جهود التسويق في منطقة غير مألوفة ومن ثم تحسين عائد الاستثمار الخاص بها. وتتعدد أشكال الشراكات الاستراتيجية ما بين المشاريع المشتركة والتطوير التعاوني للمنتجات واستثمارات أسهم الأقليات وسلسلة التوريد أو خدمات التوزيع.

أهداف الشراكات الاستراتيجية:

تتمثل الأهداف التي تسعى المنظمات لتحقيقها من خلال الشراكات الاستراتيجية فيما يلي:

  • تعزيز النمو والتوسع لجميع الأطراف المشاركة في الشراكات الاستراتيجية.
  • تبسيط العمليات وتقاسم الموارد وتبادل المنفعة، وذلك من أجل تعزيز الكفاءة التشغيلية لكافة الأطراف.
  • تبادل الخبرات والجهود بين أطراف الشراكة، ومن ثم تحقيق التعاون المثمر بينهم.
  • البقاء في صدارة اتجاهات الصناعة من خلال الاستفادة مما توفره تلك الشراكات من وسائل للابتكار وتكامل التكنولوجيات الجديدة.
  • تقاسم مخاطر الأعمال بين أطراف الشراكة من أجل التقليل من حدتها وزيادة القدرة على التكيف في بيئة الأعمال المتغيرة.
  • تحسين وضع السوق من خلال اكتساب ميزة تنافسية أو تعزيز العلامة التجارية أو تبادل الخبرات مع الشركاء.

أنواع الشراكات الاستراتيجية:

تنقسم الشراكات الاستراتيجية إلى عدة أنواع نبرزها فيما يلي:

1- الشراكات التسويقية

تُعد الشراكات التسويقية من أكثر أنواع الشراكات الاستراتيجية شيوعًا، وهي الشراكة التي تسعى خلالها المنظمتان العاملتان في مجالات مماثلة لتوسيع قاعدة العملاء من خلال تسويق منتجات أو خدمات بعضهما البعض لتوسيع نطاق وصولهما.

2- شراكات سلسلة التوريد

في هذا النوع، تدخل عدة منظمات في شراكة لإنشاء منتج، وعلى سبيل المثال، إذا كانت إحدى الشركات تعمل في تصنيع الهواتف المحمولة؛ فيمكنها الدخول في شراكة مع شركات أخرى لتصنيع منتجاتها، إذ تقوم شركة ما بتطوير الشاشة، وأخرى تقوم بإنتاج المكونات الإلكترونية، وهكذا.

3- شراكات التوريد

ينطوي هذا النوع على دخول الشركة في شراكة مع البائعين والمصنعين الذين يزودونها بالمنتجات والخدمات والمواد التي تحتاج إليها، وفي بعض الأحيان تلجأ الشركات إلى إنشاء عقود شراكة حصرية لتكون هي المستفيد الوحيد من خدمات الطرف الآخر.

4- شراكات التكامل

الهدف من شراكات التكامل هو تسهيل حصول العملاء على المنتجات أو الخدمات، وذلك من خلال دمج عمليات أو خدمات منفصلة، مثل شراكة إحدى الشركات المتخصصة في بيع الملابس مع الشركات التي تقدم تطبيقات الدفع، حتى يستطيع العملاء الشراء من موقع الويب أو التطبيق الخاص بالشركة.

5- الشراكات المالية

في هذا النوع، تدخل الشركة في شراكة مع شركة متخصصة في تقديم الخدمات المالية تابعة لجهة خارجية، إذ تقوم شركة المالية بإدارة أموال شريكها الاستراتيجي من خلال مراجعة شؤونها المالية وتحليل السوق، وتقديم رؤى وتوقعات تمكّن قادة الشركة من اتخاذ أفضل القرارات.

6- الشراكات التكنولوجية

تُعد الشراكات التكنولوجية من أهم أنواع الشراكات الاستراتيجية في ظل زيادة الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف المجالات، وفيه تقوم شركة بالاستعانة بشركة أخرى لمساعدتها في خدماتها التكنولوجية مثل إصلاح أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها، حتى تتمكن من تسيير أعمالها بسلاسة.

مهام إدارة الشراكات الاستراتيجية:

إدارة الشراكات الاستراتيجية هي التي تتولى إدارة العلاقة الاستراتيجية بين شركتين أو أكثر، ومن خلال دورها تقوم بالعديد من المهام وهي:

1- بناء العلاقات بين المنظمات

تسعى إدارة الشراكات الاستراتيجية لتكوين علاقات ناجحة بين أطراف الشراكة، وذلك من خلال تعزيز سُبل التواصل وتبادل الأفكار، حتى تصبح الشراكة ذات قيمة لجميع الأطراف.

2- تشكيل استراتيجية الشراكة

تقوم الإدارة بمهمة تشكيل استراتيجية الشراكة وضمان تحقيق تلك الشراكة أقصى عائد على الاستثمار، كما تضع الاستراتيجيات التي تساعد على تحقيق جميع الأطراف أهدافهم من الشراكة.

3- تحديد الفرص التجارية

من أبرز مهام إدارة الشراكات الاستراتيجية تحديد الفرص التجارية التي تعزز من أرباح الشراكة وتقدم قيمة للشركات المشاركة، وذلك من خلال تقديم أفكار لإطلاق حملات أو منتجات أو خدمات جديدة أو فرص شراكة أخرى.

4- الدفاع عن أطراف الشراكة

تُعد إدارة الشراكات الاستراتيجية هي الجهة الممثلة لمصالح جميع الأطراف المشاركة، ولذلك فهي تتولى مهمة الدفاع عنها وتقديم ما يثبت معالجة مصالح كل طرف من أجل طمأنته، وهو ما يشجع الشركات المشاركة على مواصلة علاقاتها.

5- مساعدة الشركاء التجاريين

تعمل إدارة الشراكات الاستراتيجية على تعزيز العلاقات بين المنظمات المشاركة في الشراكة، من خلال مساعدتها على إطلاق مشروعات تعاونية والتي يستفيد منها جميع الأطراف في زيادة المبيعات والأرباح.

6- المساعدة في استمرار الشراكة

تتولى إدارة الشراكات الاستراتيجية مهمة دعم الشركات من أجل استمرار الشراكة بينها، فهي متاحة دومًا للإجابة على الاسئلة أو مشكلات استكشاف الأخطاء، وهو ما يعزز من الاتصال الجيد في هذه العلاقة التجارية ويساعد على جذب شركاء جدد.

7- وضع سياسات وبروتوكولات للشراكة

من الجوانب الرئيسية لعمل إدارة الشراكات الاستراتيجية وضع السياسات والبروتوكولات التي تساعد على الحفاظ على تلك العلاقات، إذ تقوم بهيكلة العلاقات التجارية مع السياسات والبروتوكولات التشغيلية.

8- معالجة قضايا الشراكة

يُعد تحسين جوانب الشراكة هو الشغل الشاغل لإدارة الشراكات الاستراتيجية، إذ تسعى لزيادة العائد على الاستثمار إلى أقصى حد من خلال معالجة قضايا الشراكة حتى تتمكن من إجراء التغييرات التي تستفيد منها كافة الأطراف وتساعد على جذب أطراف جديدة.

9- تتبع التقدم المحرز

تقدم إدارة الشراكات الاستراتيجية لأطراف الشراكة تقارير وتحليلات حول التقدم الذي أحرزته في الحملات التي أطلقتها، وذلك بعد استخدام مقاييس الأداء، حتى تتمكن تتبع أداء تلك الحملات ومعرفة عائد الاستثمار الخاص بها.

أهمية الشراكات الاستراتيجية:

تتعدد الفوائد التي تجلبها الشراكات الاستراتيجية لمختلف المنظمات، وتشمل ما يلي:

1- توسيع قاعدة العملاء

من أبرز فوائد الشراكات الاستراتيجية توسيع نطاق وصول المنظمة، وهو ما يمكّنها من جذب المزيد من العملاء المحتملين ومنهم عملاء المنظمة الأخرى، وذلك عند الإعلان بشكل مجاني عن المنتجات أو الخدمات التي تقدمها، وبالتالي يمكن اعتبارها استراتيجية تسويق ناجحة وفعالة من حيث التكلفة.

2- تحسين فرص الوصول إلى أسواق جديدة

عندما تجد المنظمة الشريك الاستراتيجي المناسب؛ فمن المحتمل أن تصل إلى أسواق جديدة، إذ أن شراكة علامتان تجاريتان معًا تمكنهما من الانغماس في أسواق بعضهما البعض، وبالتالي تتمكن كل منظمة من الوصول إلى سوق جديدة لم تعمل به من قبل.

3- زيادة ولاء العملاء

إذا كانت هناك مزايا تُضاف للعملاء الحاليين للمنظمة نتيجة شراكتها الاستراتيجية؛ فمن المؤكد أن يزداد ولاء هؤلاء العملاء إلى العلامة التجارية، ويُعد بناء العلامة التجارية من أهم أدوات التسويق، إذ يوصي العملاء الحاليين الأصدقاء والأقارب بمميزات الشركة وما تقدمه من منتجات وخدمات، وبالتالي تزداد فرص توسيع قاعدة العملاء ونمو الأعمال.

4- زيادة الوعي بالعلامة التجارية

تلعب الشراكات الاستراتيجية دورًا بارزًا في زيادة الوعي بالعلامة التجارية للمنظمات، إذ تنطوي تلك الشراكات مع منظمات أخرى على تعريف المزيد من الأشخاص بالعلامة التجارية وبالتالي يصبح اسمها مألوفًا، وهو ما يساعد على الترويج للمنظمة خاصة إذا كانت في شراكة مع منظمة تضم قاعدة عملاء كبيرة.

5- بناء ثقة العلامة التجارية

تُعد الشراكة التجارية الجيدة من العوامل التي تبني الثقة في العلامة التجارية وتشجع المنظمات الأخرى على مساعدة المنظمة وتقديم الدعم لها، وبالتالي تتمكن المنظمة من إنشاء علاقات إيجابية وفعالة مع الجميع.

6- التغلب على مخاوف الأعمال

من مزايا التعاون مع شريك استراتيجي، الاستفادة من موارد أو قدرات المنظمة الأخرى في تقليل تأثير التغييرات التي تحد من نمو الأعمال، سواء كانت تلك التغييرات خاصة بالسوق أو بالصناعة أو تغييرات تنظيمية.

7- تعدد مصادر الإيرادات

يُعد تحقيق الإيرادات وزيادة الأرباح من أهداف المنظمات التي تدخل في شراكات استراتيجية، ولذلك تنطوي هذه العلاقة على موافقة المنظمة على بيع منتجات أو خدمات شريكها الاستراتيجي لقاعدة عملائها، وذلك مقابل مبلغ رمزي من المال لكل منتج أو خدمة مباعة، وبالتالي يمكن إنشاء تدفقات إيرادات متعددة وزيادة فرص الوصول إلى سوق أكبر.

8- زيادة الموارد

تتيح الشراكات الاستراتيجية للمنظمات الحصول على المزيد من الموارد، فعندما تدخل المنظمة في شراكة مع منظمة أخرى لديها موارد تكميلية، تتمكن الأولى من الوصول إلى البنية التحتية الجديدة أو التقنيات أو المعدات، وبالتالي تستطيع توسيع نطاق عملياتها.

9- توفير التكاليف

يمكن للمنظمة التي تدخل في شراكة مع منظمة أخرى أن توفر في الكثير من التكاليف عندما تتقاسم المنظمتان تكلفة تطوير منتجات أو خدمات أو تقنيات جديدة، ومن ثم تقل التكلفة الإجمالية لطرح أي منتج أو خدمة جديدة.

10- اكتساب الخبرة

من إيجابيات الشراكات الاستراتيجية، اكتساب المنظمة التي لا تمتلك الخبرة الكافية المهارات والمعارف التكميلية التي تمتلكها المنظمة الأخرى في مجالات متعددة.

تعلم الإدارة الاستراتيجية مع بكه

إذا كنت ترغب في تعلم أصول الإدارة الاستراتيجية في مختلف التخصصات؛ تقدم لك منصة بكه للتعليم الفرصة التي تمكنك من اكتساب المهارات اللازمة لتطوير الاستراتيجيات المناسبة والتي تؤهلك للعمل في كبرى المنظمات، فمن خلال بكه يمكنك الالتحاق بالدورات التدريبية حسب تخصصك ومن ثم الحصول على شهادات مهنية معتمدة في مجال الإدارة على يد أفضل الخبراء والمتخصصين المهنيين، وتشمل دورات الإدارة المُقدمة من بكه ما يلي:

 

وفي الختام، فإن الفوائد الجمة التي تجلبها الشراكات الاستراتيجية للمنظمات تجعلها في طليعة العوامل التي تساعد على تحقيق نموًا مستدامًا وطويل الأجل لأي منظمة تدخل في علاقات تعاونية مع الشريك الأمثل.

واتساب