المهارات الاجتماعية هي المفتاح لبناء علاقات ناجحة وتعزيز فرص النجاح المهني، وتشمل التواصل الفعّال، التعاطف، العمل الجماعي، التفاوض، وحل النزاعات. يمكن تطويرها عبر التفاعل مع الآخرين، تحسين لغة الجسد، ممارسة الاستماع النشط، والتدرب على التعاطف. احترف هذه المهارات لتعزيز مكانتك في بيئة العمل وفتح آفاق جديدة للنمو والتطور.
تطوير المهارات الاجتماعية جزءً لا يتجزأ من تحقيق التقدم في الحياة المهنية، ففي عالم يتسم بالتواصل المستمر والعلاقات المتشابكة، تُعد المهارات الاجتماعية أداة ضرورية لبناء العلاقات الشخصية والمهنية، لأنها لا تقتصر فقط على القدرة على التحدث بلباقة أو الاستماع بإنصات؛ بل تشمل أيضًا القدرة على التفاعل الإيجابي والعمل ضمن فريق بفعالية، وحل المشكلات، وبالتالي فإن تطوير تلك المهارات يفتح آفاقًا جديدة للفرد، وفي هذا المقال نوضح ما هي المهارات الاجتماعية وكيفية تطويرها.
ما هي المهارات الاجتماعية:
تُعرف المهارات الاجتماعية بأنها مجموعة من القدرات التي يستخدمها الأفراد للتواصل مع الآخرين بطرق متنوعة، سواء كان هذا التواصل لفظي أو غير لفظي، لضمان التفاعل معهم بفعالية، وتنقسم تلك المهارات إلى مهارات لفظية تعتمد على استخدام اللغة المنطوقة، ومهارات غير لفظية تشمل تعبيرات الوجه ولغة الجسد والإيماءات والتواصل البصري.
وتتضمن المهارات الاجتماعية عناصر أساسية، أبرزها مهارة التعاطف التي يظهر من خلالها الفرد اهتمامه الصادق بالآخرين، ومهارة الاستماع النشط التي تساعد على بناء علاقات قوية خلال التفاعلات الاجتماعية، إضافة إلى الوعي الذاتي الذي يساعد الأفراد على إدراك كيفية تأثير سلوكهم على تفاعلاتهم مع الآخرين.
وكلما كان الفرد قادرًا على استخدام مهاراته الاجتماعية بفعالية وكفاءة، كان أكثر نجاحًا في بناء علاقات وطيدة والحفاظ عليها، سواء على المستوى المهني أو الشخصي.
وتشمل المهارات الاجتماعية المطلوب تطويرها لتساهم في التطوير المهني، ما يلي:
1- مهارات التواصل
تُعد مهارات التواصل مهارات اجتماعية لا غنى عنها في أي بيئة عمل، وهي تعني القدرة على التعبير عن الأفكار ونقل المشاعر بوضوح، سواء كان هذا التواصل مكتوبًا عبر الرسائل الإلكترونية أو المحادثات النصية أو التقارير، أو منطوقًا عبر الحديث المباشر أو المكالمات الهاتفية، أو غير لفظي يعتمد على لغة الجسد، تعابير الوجه، ونبرة الصوت، وإيماءات اليد.
وتشمل مهارات التواصل مهارة الاستماع النشط، أي الإنصات لحديث الآخرين وإبداء الاهتمام به، وعدم المقاطعة، مع طرح الأسئلة للفهم بشكل أفضل.
وجميع مهارات التواصل مهمة في تحقيق التقدم في أي مجال مهني، نظرًا لدورها في تحسين العلاقات داخل مكان العمل، وتقليل سوء الفهم بين أعضاء الفريق وبين الفريق والمديرين والقادة، وتوصيل الرسائل المقصودة بوضوح دون لغط.
2- مهارة التعاطف
لا تقل مهارة التعاطف أهمية عن مهارات التواصل، إذ أن امتلاكها يساعد في بناء علاقات قوية قائمة على التفاهم والاحترام، لأنها تعني القدرة على فهم مشاعر الآخرين واحترامها، واستيعاب وجهات نظر الزملاء ومشاركة رؤاهم الخاصة، والحرص على تقديم الدعم والمساندة للآخرين عند حاجتهم لها.
ومن خلال مهارة التعاطف، يصبح الفرد أكثر قدرة على التعاون بفعالية وإيجاد حلول ناجحة في بيئة العمل، وإنشاء روابط أقوى وأكثر انفتاحًا مع الآخرين، وتكوين علاقات يسودها الود، مما يساهم في بناء بيئة عمل إيجابية خالية من النزاعات والمشاحنات.
3- مهارة الاحترام
لن يتمكن أي فرد من تحقيق التقدم المنشود في مساره المهني، إذا لم يمتلك مهارة الاحترام، لأن تلك المهارة تعني قدرة صاحبها على احترام تفاعلاته مع الآخرين ومنحهم فرصة للحديث دون مقاطعة، والتعامل معهم بتقدير بغض النظر عن الاختلافات في الآراء أو الخلفيات أو المعتقدات، والتعامل مع الزملاء والمديرين والموظفين بأسلوب لبق ومهني.
وتساعد مهارة الاحترام على تعزيز التواصل الفعال في مكان العمل، بحيث لا يتخوف أي فرد من طرح وجهة نظره، كما تساهم في تقليل النزاعات وتشجيع الأفراد ذوي الخلفيات المختلفة على الاندماج مع بعضهم البعض.
4- مهارة إدارة العلاقات
يحتاج المهنيين في جميع التخصصات تقريبًا إلى بناء علاقات ناجحة سواء بين بعضهم البعض أو بينهم وبين العملاء لإنجاز المهام بفعالية، وبالتالي تشير مهارة إدارة العلاقات إلى القدرة على الحفاظ على علاقات صحية وتطويرها مع الآخرين في مختلف البيئات.
على سبيل المثال، من مسؤوليات موظف خدمة العملاء تنمية العلاقة بين المؤسسة ومجموعة معينة من العملاء، ومن مسؤوليات المدير التنفيذي في المؤسسة إدارة شراكات مع أصحاب المصلحة والمستثمرين، ومن ثم يساعد امتلاك تلك المهارة على تقوية العلاقات المهنية، وتحفيز التعاون بين جميع الأطراف.
5- مهارة حل النزاعات
من الوارد أن تنشأ نزاعات بين أعضاء الفريق في أي بيئة عمل، لذلك فإن امتلاك مهارة حل النزاعات والسيطرة عليها قبل تفاقمها، يساعد على تكوين بيئة عمل إيجابية، وتقليل التوتر في مكان العمل.
وتعني مهارة حل النزاعات القدرة على التعامل مع النزاعات بفعالية من خلال الاستماع إلى جميع الأطراف وإعطاء كل طرف فرصة للتعبير عن مشاعره ورأيه دون مقاطعة، والعمل على الوصول إلى حلول ترضي الجميع، وتنفيذ الحل الأفضل، مع التحكم في الانفعالات مثل الغضب والإحباط للحفاظ على الهدوء.
6- مهارة العمل الجماعي
تُعد مهارة العمل الجماعي عنصر بالغ الأهمية في تعزيز الإنتاجية الفردية والجماعية، وتشير تلك المهارة إلى القدرة على التعاون مع الآخرين لتحقيق هدف مشترك، إذ ينطوي هذا التعاون على تبادل الأفكار وتوزيع المهام والثقة بين أعضاء الفريق، واحترام وجهات النظر المختلفة.
ومن خلال امتلاك مهارة العمل الجماعي، يصبح الفرد أكثر قدرة على إنجاز المهام بطريقة أسرع وأكثر تنظيمًا، وهو ما يعود بالفائدة على فريق العمل والمؤسسة بالكامل.
7- مهارة التفاوض والإقناع
تُستخدم مهارة التفاوض في مختلف جوانب العمل، إذ يستخدمها موظف خدمة العملاء أو المبيعات من أجل إقناع العملاء بمنتج أو خدمة، ويستخدمها الموظف من أجل إقناع قائد فريقه بفكرة جديدة، وبالتالي فهي تعني القدرة على التفاعل مع الآخرين للوصول إلى اتفاق مرضي لجميع الأطراف.
وتنطوي مهارة التفاوض والإقناع على جمع المعلومات المطلوبة وتحديد الأهداف المُراد تحقيقها من المفاوضات، وتقديم العروض بطريقة واضحة ومقنع باستخدام المنطق وأساليب الإقناع الفعالة، وتقديم بعض التنازلات دون الإخلال بالمصالح المشتركة، وامتلاك تلك المهارة وسيلة لتحقيق الأهداف المهنية والشخصية، وبناء علاقات ناجحة.
كيفية تطوير المهارات الاجتماعية؟
هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها في تطوير المهارات الاجتماعية وتعزيز دورها في تحقيق النجاح الوظيفي، تشمل تلك الاستراتيجيات ما يلي:
1- زيادة التفاعل مع الآخرين
تُعد زيادة التفاعل مع الآخرين وسيلة فعالة لتطوير مهارات التواصل، لذلك من الأفضل أن تبحث عن طرق لتوسيع المحادثات مع الأصدقاء والعائلة والزملاء المقربين، وتعمل على طرح أسئلة مفتوحة، أو أسئلة تحتاج إلى أكثر من مجرد نعم أو لا للإجابة، فعندما يتحدث شخص ما عن شيء في العمل، اسأله سؤال متابعة حقيقي، حتى تفتح بابًا للحديث المفتوح بينكم.
2- مراقبة المهارات الاجتماعية للآخرين
ليس عيبًا أن تراقب زملائك وأصدقائك لترصد الطريقة التي يستخدمونها في التواصل مع بعضهم البعض، فقد تنتبه إلى مهارة لم تحاول تطويرها أو الاستفادة منها من قبل، لذلك عليك أن تلاحظ تعابير الجسد مثل الابتسام والإيماء، وكيفية بدء المحادثات والمفردات المُستخدمة، وفكر في العوامل التي تجعل المهارات الاجتماعية الخاصة بهم فعالة وحاول تطبيقها عندما تتواصل مع الآخرين.
3- الحفاظ على التواصل البصري
إذا كنت تعاني من عدم قدرتك على الحفاظ على التواصل البصري خلال حديثك مع الآخرين، حاول معالجة هذا الأمر من خلال تدريب نفسك على التركيز على عين الطرف الآخر لمدة تتراوح بين ثلاث إلى خمس ثوانٍ عند التحدث إليه، وحاول الحفاظ على تلك المهارة عندما تبدأ المحادثة وتستمع إلى الآخرين وتنهي الحديث.
4- تطوير مهارات الاستماع
حتى تصبح مستمع نشط، يجب أن تدرب نفسك على الإنصات باهتمام لحديث الآخرين وعدم مقاطعتهم، وذلك من خلال استخدام لغة الجسد مثل الإيماء عند الموافقة، والانتظار حتى يتوقف المتحدث ثم طرح أسئلة توضيحية عند عدم فهمك لأمر ما، وكذلك طرح أسئلة لمتابعة الحديث، وبالتالي تظهر للآخرين أنك تهتم بآرائهم وتشارك رؤاهم.
5- تقديم المجاملات الصادقة
يمكنك إظهار تقديرك واحترامك للآخرين عن طريق الثناء على أعمالهم وإنجازاتهم، فقد تكون تلك المجاملة الصادقة بداية لعلاقة وثيقة قائمة على الاحترام، وقد تكون مدخلًا لمحادثة أوسع أو مستمرة، ولكن كن حذرًا من تقديم مجاملات غير حقيقية حتى لا تؤتي بنتائج غير مرغوبة وحتى لا يُساء فهمك.
6- تحسين لغة الجسد
في الكثير من الأحيان يعبر الجسد عما يدور في الذهن، لذلك اعمل على تحسين لغة جسدك لأنها دليلًا على ما تشعر به، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال تدريب نفسك على استقامة وضعية جسدك، واستخدام إيماءات اليد الإيجابية، وإبقاء ذراعيك بجانبك، والحفاظ على تعبير وجه إيجابي أو حتى محايد.
7- التحدث بنبرة واضحة ومقبولة
تُعد نبرة الصوت جزءً من التواصل غير اللفظي، لذلك يعتمد تطوير مهاراتك الاجتماعية على تحسين طريقة حديثك، لذا درب نفسك على التحدث بوضوح، وإذا كنت تعاني من التلعثم أو التحدث بسرعة، حاول التحدث ببطء وتوضيح نطقك لتحسين تواصلك، وحاول مطابقة نبرة صوتك مع من حولك حتى لا تصدر صوتًا عاليًا يزعج الآخرين أو تجد نفسك تتحدث بصوت منخفض جدًا لا يمكن سماعه.
8- إتقان المصافحة
تظهر طريقة مصافحتك للآخرين ما إذا كنت ودودًا وقادرًا على التفاعل بكفاءة، لذلك حاول أن تكون مصافحتك مثالية بأن تكون ثابتة ومصحوبة بابتسامة وتستمر لمدة تتراوح بين ثانيتين إلى أربع ثوانٍ، ولا تخلو من التواصل البصري.
9- التدرب على التعاطف
حتى تصبح مهاراتك الاجتماعية ناجحة، يجب أن تطور مهارة التعاطف مع الآخرين، من خلال تخيل نفسك في مكان الآخرين وطرح الأسئلة لمعرفة ما يشعرون به حقًا، فعندما تمتلك تلك المهارة؛ تصبح أكثر قدرة على فهم سبب تصرف الناس بطريقة معينة وكيف يمكن أن تؤثر أفعالك على مشاعرهم.
10- الاعتذار عند الخطأ
في بعض المواقف، قد تخطئ في حق أحد من زملائك سواء بقصد أو دون قصد، لذلك فإن الطريقة التي تتعامل بها مع الموقف تحدث فرقًا كبيرًا في احترام الآخرين لك، فلا تتردد في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه وإظهار ندمك ورغبتك في التعلم من الموقف، ولا تتجاهل المشكلة حتى لا تتسبب في تراكم مشاعر سلبية لدى الطرف الآخر.
11- وضع أهدافًا صغيرة
لتحقيق أقصى استفادة من استراتيجيات تطوير المهارات الاجتماعية، يجب أن تضع لنفسك أهدافًا صغيرة قابلة للتحقيق لتلك الاستراتيجيات، مثل حضور فعالية تواصل واحدة شهريًا، أو التعرف على شخص جديد في كل حفلة تحضرها، أو المساهمة ولو بفكرة واحدة في كل اجتماع.
12- البحث عن موارد لتنمية المهارات الاجتماعية
يمكنك تطوير مهاراتك الاجتماعية بالاستعانة بالموارد المتاحة مثل الدورات والكتب والبودكاست المتوفرة عبر الإنترنت، التي تركز على كيفية تحسين المهارات الاجتماعية، وتتناول موضوعات محددة مثل لغة الجسد، أو الاستماع النشط، ثم طبق ما تعلمته عمليًا.
طور مهاراتك واصنع مستقبلك مع بكه
إذا كنت تطمح في التميّز عن الآخرين بشهادة معتمدة من أقوى الجهات التدريبية؛ فإن بكه للتعليم هي أفضل خيار لك، إذ تقدم لك دورات تدريبية معتمدة بأساليب تعليم مرنة تناسب جدولك، مع شهادات تضيف قيمة حقيقية لمسارك المهني.
تستعين بكه في تقديم دوراتها التدريبية بنخبة من أفضل الخبراء المعتمدين في مجالاتهم، يقدمون المحتوى التدريبي باستخدام أدوات وتقنيات تدريبية حديثة تساعدك على اكتساب مهارات جديدة وتعزيز فرصك في سوق العمل.
بادر بالتسجيل في دورات بكه التالية:
- دورات إدارة مشاريع
- دورات إدارة الموارد البشرية
- دورات تحليل الأعمال
- دورات حوكمة نظم المعلومات
- دورات سلاسل الإمداد
- دورات إدارة الجودة
- دورة أجايل لإدارة الأعمال
- دورة CCMP لإدارة التغيير
الخاتمة:
المهارات الاجتماعية هي مجموعة من القدرات التي تساعد الأفراد على التفاعل الإيجابي مع الآخرين، سواء من خلال التواصل اللفظي أو غير اللفظي. وتشمل هذه المهارات القدرة على التعبير عن الأفكار بوضوح، والاستماع الفعّال، وإظهار التعاطف، وإدارة العلاقات بذكاء، بالإضافة إلى التفاوض وحل النزاعات. وتلعب هذه المهارات دورًا محوريًا في بناء علاقات ناجحة في الحياة الشخصية والمهنية، مما يعزز من فرص النجاح والتكيف في مختلف البيئات الاجتماعية.
لتنمية المهارات الاجتماعية، يمكن للأفراد العمل على تحسين قدرتهم على التواصل، وتطوير لغة جسد إيجابية، والحرص على التفاعل بوعي واحترام مع الآخرين. كما أن التعاطف مع وجهات نظر الآخرين، والتدرب على التحدث بنبرة واضحة ومقبولة، والمشاركة الفعالة في النقاشات، تساهم في تعزيز هذه المهارات. ومن خلال ممارسة الاستماع النشط، والتفاعل بثقة، وتقديم المجاملات الصادقة، يصبح الشخص أكثر قدرة على بناء علاقات قوية ومتينة تدعم نجاحه في مختلف مجالات الحياة.
وختامًا، فإن تطوير المهارات الاجتماعية يجب أن يكون مسعى لكل فرد يرغب في بناء علاقات قوية، وحل النزاعات بفعالية، والتعامل مع التحديات بكفاءة، حتى يتقدم بثقة ونجاح في مشواره الوظيفي.