كيف تتأقلم مع العمل الجديد؟

كتابة : بكه

19 أبريل 2025

فهرس المحتويات

عند الانتقال إلى وظيفة جديدة أو دخول سوق العمل للمرة الأولى، يواجه الكثير من الأشخاص تحديًا يتمثل في التأقلم مع بيئة عمل غير مألوفة ونظام جديد. هذا التغيير يتطلب منك الصبر، والانفتاح، والمرونة لتفادي الوقوع في أخطاء قد تؤثر على أدائك أو علاقتك بزملائك ومديرك. ومن خلال فهم آلية العمل وثقافة المؤسسة، يمكنك الانطلاق بخطى واثقة نحو النجاح.

لذلك، نقدم لك مجموعة من النصائح العملية التي تساعدك على التأقلم بسرعة وفعالية في عملك الجديد، بدءًا من فهم التعليمات الوظيفية وطبيعة المهام، وصولًا إلى بناء علاقات إيجابية مع فريق العمل والتفاعل الذكي مع الإدارة. هذه النصائح لا تعزز فقط أداءك المهني، بل تساهم أيضًا في تعزيز شعورك بالانتماء والثقة داخل المؤسسة.

عند البدء بالعمل في مؤسسة جديدة أو دخول سوق العمل للمرة الأولى ستحتاج  إلى بعض الوقت والصبر للتكيّف مع العمل الجديد.

إليك 10 نصائح تساعدك على التأقلم مع العمل الجديد:

أولًا المعرفة الجيدة لنظام العمل وتعليمات الوظيفة: 

خلال الأسبوع الأول في عملك داخل المنظمة يتم تعريفك بطبيعة العمل، وأنظمة الشركة، وأهدافها، وبيئة العمل والوظائف والمهام المطلوبة منك؛ لذا من المهم خلال هذه الفترة التركيز على معرفة هذه المعلومات بشكل جيد لتفادي ارتكاب أخطاء بسيطة يمكن أن تؤثر على انطباع زملاء العمل عنك، والتكيّف بشكل أسرع مع العمل الجديد.

ثانيًا الهدوء خلال العمل: 

من الطبيعي لأي شخص عند بدء عمل جديد أن يكون متحمسًا للغاية لإظهار قدراته وتميزه خلال الفترة الأولى، وبالتالي فإن أي أخطاء بسيطة يمكن أن تجعل بيئة العمل غير مريحة بالنسبة لك، لذا عليك التزام الهدوء والتركيز في تفاصيل العمل بعيدًا عن التحدث بشكل مفرط وإظهار الحماس الشديد بدون عمل، كما يمكن استغلال أوقات الاستراحة للتحدّث والتعرّف على زملاء العمل لتسهيل التكيف والتواصل معهم.

ثالثًا التفاعل مع المدير بشكل جيد: 

للتأقلم مع بيئة العمل الجديدة، يُعدّ بناء علاقة إيجابية مع مديرك أمرًا بالغ الأهمية. لا يقتصر دور المدير على توزيع المهام ومتابعة الأداء فحسب، بل يكون أيضًا مصدرًا مهمًا للتوجيه والإرشاد خلال المرحلة الأولى في العمل. من المفيد أن تتفاعل مع مديرك بشكل منتظم، سواء من خلال الاجتماعات الرسمية أو المحادثات القصيرة غير الرسمية، لأن ذلك يتيح لك فهم أسلوبه في الإدارة، وطريقة تفكيره، وأولوياته فيما يتعلق بالعمل.

كما يمكنك من خلال هذه التفاعلات اكتشاف التوقعات غير المكتوبة التي قد لا تكون مذكورة في دليل الوظيفة، مثل أسلوب التواصل المفضّل لديه، أو الطريقة التي يحب أن تُعرض بها التقارير والمقترحات. وإذا سمحت طبيعة العلاقة، يمكنك سؤاله عن خلفيته المهنية أو حتى بعض اهتماماته الشخصية، ما يخلق نوعًا من الألفة والارتياح في التعامل. هذه العلاقة الإيجابية لا تساعدك فقط على التكيف بسهولة، بل قد تفتح أمامك فرصًا أكبر للتطوير والترقية مستقبلًا.

رابعًا ملاحظة كيفية سير العمل: 

يجب عليكِ ملاحظة كيفية سير العمل والطريقة التي يعمل بها الزملاء، ما إذا كانت فردية أي أنّ كل واحد منهم مستقل بعمله، فهنا عليك الاعتماد على نفسك في العمل دون توقّع توجيه وإرشاد بشكل مستمر، أو إذا كان العمل جماعي فعليك التأكد من وجود تقييم للتواصل والعمل ضمن فريق.

لذا فمن المهم أن تكون قادرًا على ملاحظة طبيعة بيئة العمل وأخذها بعين الاعتبار، لأن ذلك سيساعدك في تفاعلاتك المستقبلية في العمل ومع الزملاء.

خامسًا إظهار الود للزملاء: 

في الأيام والأسابيع الأولى من العمل، يلعب التعامل الودّي مع الزملاء دورًا أساسيًا في تسهيل عملية التأقلم والاندماج في بيئة العمل الجديدة. يكفي أحيانًا أن تبدأ بابتسامة صادقة عند الالتقاء بزملائك لتعكس انطباعًا إيجابيًا عنك وتُظهر استعدادك للتواصل بروح طيبة. يمكنك أيضًا اغتنام الفرص اليومية لبدء محادثات بسيطة مثل سؤالهم عن أجواء العمل، أو عن المدة التي قضوها في الشركة، أو حتى طلب نصيحة حول كيفية أداء مهمة معينة.

مثل هذه الحوارات القصيرة تفتح المجال لبناء علاقات عمل مريحة ومحترمة وتقلل من الشعور بالغربة أو العزلة. تذكّر أن العلاقات الإنسانية تلعب دورًا كبيرًا في خلق بيئة عمل إيجابية، وأن إظهارك للود والاحترام سيشجع الآخرين على التعامل بالمثل. هذه الأجواء التعاونية لن تساعدك فقط على التكيف بسرعة، بل ستعزز من روح الفريق وتمنحك دعمًا نفسيًا ومهنيًا في بداية رحلتك.

سادسًا طرح أسئلة ذكية: 

طرح الأسئلة هو سلوك طبيعي ومطلوب عند بدء عمل جديد، لكنه يجب أن يكون مدروسًا وذكيًا حتى يحقق هدفه دون إثقال كاهل الزملاء أو إعطاء انطباع بعدم الجاهزية. في البداية، لا تتردد في الاستفسار عن تفاصيل العمل التي تحتاج لتوضيح، ولكن احرص على أن تكون أسئلتك محددة، ومرتبطة بسياق العمل، وتُظهر أنك مهتم بالفعل بفهم الأمور بدقة.

من الأفضل أن تدوّن الملاحظات والإجابات حتى لا تضطر لتكرار السؤال مرة أخرى، كما أن التوثيق يساعدك على مراجعة المعلومات لاحقًا بثقة. يمكنك أيضًا اختيار التوقيت المناسب لطرح الأسئلة، كأن تنتظر انتهاء اجتماع أو فترة راحة قصيرة لتطلب توضيحًا سريعًا. تذكّر أن الهدف من الأسئلة هو بناء معرفتك المهنية، وتعزيز فهمك لطبيعة العمل، وإظهار استعدادك للتعلم، وكل ذلك يعكس انطباعًا إيجابيًا عنك منذ البداية.

سابعًا قبول التغيير: 

التحوّل من بيئة عمل معتادة أو من مقاعد الدراسة إلى مؤسسة جديدة قد يرافقه الكثير من القلق أو عدم الارتياح، خاصةً عند مواجهة أساليب إدارية مختلفة أو ثقافة تنظيمية لم تعهدها من قبل. لكن بدلًا من مقاومة التغيير أو مقارنته الدائمة بما كنت عليه سابقًا، من الأفضل أن تنظر إليه كفرصة للنمو والتطور المهني. فكل بيئة جديدة تحمل معها دروسًا وتجارب مثرية يمكن أن تضيف لرصيدك الشخصي والمهني.

كن مرنًا، وافتح قلبك لتجربة جديدة قد تتعلم منها مهارات وأدوات لم تكن تعرفها من قبل. حاول أن تتفهم التحديات التي يواجهها مديرك وزملاؤك أيضًا، فكل شخص لديه دوره وصراعاته اليومية. كلما كنت متفهمًا ومتقبلاً، كلما كان من السهل بناء علاقات عمل قوية تساعدك على التكيف والتألق في دورك الجديد.

ثامنًا قلّل توقعاتك: 

من الطبيعي أن تضع بعض التوقعات قبل دخولك لعمل جديد، كأن تتخيل أن زملاءك سيتقربون منك سريعًا، أو أن مديرك سيلحظ فورًا إمكانياتك وقدراتك. لكن في الواقع، التوقعات العالية وغير الواقعية قد تقودك إلى خيبة أمل وتشويش فكري يؤثر على أدائك. بدلاً من ذلك، تعامل مع الأمور ببساطة، وركّز على ما تستطيع فعله الآن لبناء صورتك المهنية خطوة بخطوة.

ابدأ بالالتزام في الحضور والانضباط في أداء المهام، واحرص على تقديم جودة عالية في عملك دون انتظار التقدير الفوري. كل مجهود تبذله في البداية هو استثمار في سمعتك المهنية، وقد لا تظهر نتائجه مباشرة، لكنه يترك أثرًا دائمًا. التواضع والتركيز على العمل الجاد سيقودانك إلى اندماج طبيعي مع الفريق، ويمنحانك مكانة حقيقية تستحقها بمرور الوقت.

تاسعًا تعرف على ثقافة وبيئة العمل: 

فهم ثقافة وبيئة العمل هو أحد المفاتيح الأساسية للتأقلم السريع والفعّال في أي وظيفة جديدة. لا يكفي أن تؤدي مهامك بكفاءة فحسب، بل من المهم أيضًا أن تدرك القيم غير المكتوبة التي تحكم سلوك الموظفين داخل المؤسسة، مثل طريقة التواصل، أسلوب اللباس، آلية اتخاذ القرار، ومستوى الرسمية أو الودية في التعامل. لذلك، لا تتردد في طرح الأسئلة منذ اليوم الأول، كأن تسأل مديرك أو زملاءك عن أسلوب العمل المتّبع، وما الذي يُعدّ مقبولًا أو غير مقبول ضمن ثقافة المكان.

إضافة إلى ذلك، احرص على بناء علاقات طيبة مع زملائك دون التخلي عن مبادئك وحدودك الشخصية. تعرّف على الأشخاص، وشاركهم الأحاديث اليومية، ولكن كن واعيًا بأن لكل بيئة عمل خصوصيتها، ولكل علاقة حدودها. تعاملك باحترام ولباقة، وتمسكك بأخلاقيات العمل، سيعزز صورتك المهنية ويجعل من السهل كسب ثقة من حولك. التوازن بين الانفتاح على البيئة الجديدة والتمسك بقيمك سيمنحك شعورًا بالراحة والانسجام، ويؤهلك لتكون عضوًا فاعلًا في الفريق.

عاشرًا الالتزام والاجتهاد: 

عند بدء عمل جديد، يصبح تفانيك واجتهادك ورغبتك في تقديم مساهمة حقيقية هي الطريقة التي يتعرف بها عليك الزملاء والمدراء في العمل، لذلك يجب عليك الالتزام في مواعيد الحضور والانصراف وتقديم أداء مهني جيد والاجتهاد قدر الإمكان، ما يترك انطباعًا مميزًا عنك ويُسهل عليك التأقلم والانخراط في العمل الجديد.

التأقلم في العمل الجديد رغم صعوبته، يعتبر فرصة تختبر بها قدرتك على التكيف مع أوضاع جديدة والخروج من منطقة الراحة واكتساب معارف وخبرات جديدة.

الدورات المهنية طريقك نحو مستقبل مهني أفضل!

لا تفوّت الفرصة لرفع مستواك وتحقيق النجاح! اكتشف مجموعة من الدورات والشهادات التي تساعدك على تحديد الأولويات بشكل أفضل وتطوير مهاراتك الشخصية والمهنية. ابدأ اليوم لتحقيق طموحاتك المهنية وتحقيق النجاح في حياتك. انضم إلينا الآن!

وأخيرًا، يمكننا القول أن ترتيب الأولويات يساعدك في تحقيق الفعالية والإنتاجية، تحقيق الأهداف، إدارة الوقت بشكل أفضل، تقليل التوتر، واتخاذ قرارات صحيحة.

 تساعدك الدورات التدريبية على اكتساب معرفة عميقة والإلمام بأحدث الممارسات والأدوات والاستراتيجيات وتعلم أهم المهارات بمجال إدارة المشاريع للاحتراف فيه. تؤهلك بكة للتعليم للحصول على عدد كبير من الشهادات المهنية ومنها:

الخاتمة:

التكيّف مع عمل جديد ليس مهمة مستحيلة، بل هو مهارة يمكن تطويرها بالوعي والمثابرة. كل خطوة تخطوها لفهم طبيعة العمل وبناء علاقات مهنية متزنة تساعدك في تجاوز التحديات اليومية وتشكل جزءًا من تجربتك المهنية الغنية. لا تخف من طرح الأسئلة، وكن مرنًا في تعاطيك مع التغيير، ولا تتردد في إظهار روح المبادرة والانفتاح.

في النهاية، تذكّر أن كل وظيفة جديدة هي فرصة لتعلّم شيء جديد وتوسيع دائرة معارفك ومهاراتك. استثمر هذه المرحلة لبناء صورة إيجابية عنك داخل المؤسسة، وكن دائمًا على استعداد لاكتشاف ما هو جديد. من خلال هذه النصائح، ستتمكن من تحويل تجربة البدء في عمل جديد من مرحلة ضغوط وتوتر، إلى محطة انطلاق نحو مسيرة مهنية ناجحة ومليئة بالفرص.

واتساب