اكتئاب ما بعد التخرج وأسبابه وعلاماته وكيفية علاجه والوقاية منه

كتابة : بكه

16 أبريل 2025

فهرس المحتويات

هل تشعر بالحزن قليلًا بعد التخرُّج؟ تمرُّ بك أوقاتٌ قد تكون صعبة بعض الشيء على تحمُّلها؟! لا بأس، بعد الانتهاء من قراءة هذه السُّطور سيكون بين يديك سبب سيطرة هذا الشعور، وكذلك الحل. ولكن قبل كلّ هذا، عليك بالتعرُّف أكثر على اكتئاب ما بعد التخرُّج. فلماذا يشعر العديد من خريجي الجامعات بالاكتئاب؟ وهل تشير هذه التغيّرات المزاجيّة الحادثة دائمًا للإصابة بالاكتئاب، أم أنَّها قد تتعلق بشيءٍ آخر؟ وإذا عانيت  من ذلك الشعور، فما الذي يمكنك فعله لتحسين شعورك هذا؟

ما هو اكتئاب ما بعد التخرُّج؟

قد يبدو من غير المنطقيّ أنَّ إنجاز هدف يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب، ولكنَّها الحقيقة التي يمرُّ بها البعض، ولو لفترةٍ قصيرة. فترة الانتقال من الدِّراسة إلى ما بعد التخرُّج قد تكون صعبة على البعض، وقد يتطوَّر الأمر أحيانًا إلى ظهور بعض أعراض للاكتئاب.

العديد من التغيّرات الحياتيّة واضطراب الدّائرة الاجتماعيّة والضغوط الماليّة، كل هذا قد يعني شعورك الدَّائم بإحباطٍ شديد، أو تعبٍ وفقدان للطاقة بشكلٍ عام، مع عدم وجود حافز ينتهي بصعوبةٍ في التكيُّف مع الحياة اليوميّة؛ فتصبح معرَّضًا في النهاية لما يسمَّى بـ "اكتئاب ما بعد التخرج" أو الاكتئاب الظرفيّ، وهو نوع من الاكتئاب قصير المدى، والذي يقيّد حالتك المزاجيّة وطاقتك بشكلٍ يتداخل مع قدرتك على ممارسة حياتك بشكلٍ طبيعيّ.

علاقة الاكتئاب بأزمة ربع العمر

مفهوما الاكتئاب بعد التخرُّج وأزمة ربع العمر غالبًا ما يسيرا جنبًا إلى جنب؛ لأنَّ كلاهما يثيران الشك والقلق بشأن المستقبل. وتظهر أزمة ربع العمر عندما يكون الشخص بين سن العشرين والثلاثين، ويجد نفسه ضائعًا في تحديد هدف الحياة. وقد يحدث هذا في الحياة المهنيّة، والشخصيّة، ونمط الحياة بشكلٍ عام، وهذا ما يجعلها تبدو كإطارٍ أشمل من اكتئاب ما بعد التخرُّج. ويأتي ذلك الضغط الكبير أيضًا من الاعتقاد بأنَّ العشرينات من عمرك من الطبيعيّ أن تكون كلها متعة ولعب من دون أية صعوبات.

تأكد أنك لست وحدك من شعر بأن الحياة بعد انتهاء الدراسة لم تتشكل بالطريقة التي كان يأملها بينما يدرس، فقط عليك فهم ما تمرُّ به والتَّعامل معه بالطريقة المُناسبة. لا تقلق، سنتشارك بعض الخطوات التي عليك اتخاذها لتجاوز ذلك الشعور.

كيف تعرف أنك مصاب باكتئاب ما بعد التخرج؟

يؤثر الاكتئاب على حالتك المزاجيّة، وإدراكك وحتَّى صحتك الجسديّة، وإجابة هذا السُّؤال هي أولى خطوات شفائك وعودتك للحياة الطبيعيّة. هي بالفعل كذلك! لأنَّ ملاحظة أعراض الاكتئاب -لمدة لا تقلُّ عن أسبوعين- ستجعلك تستدل على وجوده وتشخيصه، وبالتالي علاجه. وتشمل أعراض الاكتئاب بعض هذه الأعراض المستمرة التالية:

1) تكرار الشعور بالذنب أو كراهية الذات

قد تندم على الكيفيّة التي قضيت بها وقتك في الجامعة؛ فتتمنى العودة للدّراسة بجدٍ أكثر أو قضاء وقت أطول مع أصدقائك، حتَّى أنَّك من المحتمل أن تنتقد نفسك واختيارات لمجرد أنَّها أبعدتك عن حياتك السَّابقة والمُعتادة لك.

2) شعور الانفصال والفراغ عندما تنتهي دراستك

وهذه المشاعر طبيعيّة؛ لإداركك بأنَّ وقت توديع الجامعة قد حان، مع استمرار شعورك بالارتباط القويّ بهذه الفترة وأصدقائك كذلك.

3) الانزعاج والغضب

إذا لم تحقق لك شهادتك ما كنت تتوقعه منها، كوظيفةٍ أو وضعٍ مهنيّ منتظر، قد يتسرَّب إليك الغضب من هذا الوضع إلى أجزاءٍ أخرى خفيّة من حياتك.

4) صعوبة الشعور بالمتعة

ربما تواجهك بعض الصُّعوبة في الاستمتاع بهواياتك القديمة أو حتَّى التنزُّه من دون رفاقك من الجامعة، سيبدو لك كلُّ ما تفعله بدونهم مملًّا أو بلا جدوى.

5) الرَّغبة في ملء هذه الفجوة في قلبك بشيء آخر

قد ترغب في استخدام وسائل مختلفة للتغلُّب على الحزن، ومن المحتمل أن تكون وسائل التواصل الاجتماعيّ هي أولى خياراتك، فاحذر من هذا العرض!

6) اليأس من تحقيق ما تود

لا يمكنك العودة إلى روتينك المعتاد، وعوضًا عن ذلك، تجد نفسك مستلقيًا على السرير تفكر في مستقبلك، أو وظيفتك، أو أيّ شيء آخر. قد ينقل لك تصفُّحك لوسائل التواصل الاجتماعيّ الخاصة بزملائك شعورًا زائفًا بأنَّهم ناجحون في حين أنَّك لم تحقق شيئًا.

7) عدم وجود الدافع لإحراز تقدم ما

سيبدو لك المضي قدمًا صعبًا إذا وجدت الطرق أمامك مليئة بالحفر والمنعطفات الحادة، ومن المحتمل أن تواجه صعوبة في دفع نفسك لإرسال سيرتك الذاتيّة للتقدُّم لوظيفةٍ ما أو لمحاولة العثور على زملاءٍ جدد. تصوُّرك عن المستقبل في رأسك كئيب وغامض، فالتفكير فيما سيأتي بعد ذلك عادةً ما يشعرك بالقلق وعدم اليقين والحزن.

8) انخفاض مستويات الطاقة

ممَّا يؤدي إلى فقدان اهتمامك بالأنشطة التي كنت تستمتع بها سابقًا، فيصيبك باليأس والإحباط، لدرجة أنَّك قد تجد صعوبة في التركيز واتّخاذ القرارات خلال هذه الفترة.

9) زيادة الحساسية

قد تواجه انهيارات وبكاء أكثر من المعتاد، ومع أبسط المواقف، هذه التجربة ترتبط بشكلٍ شائع بحدوث تغيّرات في النَّوم أو الشَّهية أو الوزن، أو ظهور أعراض جسديّة، مثل: الألم أو اضطراب الهضم.

10) تغير نمط تناولك للطعام

إما أن يجعلك هذا الشُّعور جائعًا باستمرارٍ أو زاهدًا في الطعام. وتبعًا لهذه التغيّرات في الشَّهية قد يؤدي الاكتئاب إلى فقدان أو اكتساب في الوزن بشكلٍ غير مقصود.

11) خلل في توازن دورة النوم

حدوث بعض المشاكل في النَّوم؛ فقد تجد نفسك مرهقًا أحيانًا، تنام إلى فترة ما بعد الظهيرة، أو على العكس تمامًا، تكافح للحصول على أيّ نوم على الإطلاق.

12) الضباب الدماغي

قد تبدو لك القرارات البسيطة مرهقة، حتَّى أبسطها كتناول الطعام. تنسى أشياء بسيطة كالمكان الذي وضعت فيه مفاتيحك مع شعورك الدَّائم بصعوبةٍ في التركيز أثناء قيامك بأعمالك اليوميّة، بالإضافة إلى احتمالية حدوث فقدان مؤقت في الذاكرة.

13) ظهور أفكار ومحاولات الانتحار.

وتتعدد درجات التفكير في إيذاء النفس؛ ولا سيَّما يمكن ملاحظة تأثير اكتئاب بعد التخرُّج إذا كان الشخص يعاني مسبقًا من مشكلة نفسيّة موجودة بالفعل. وهذا ما تفعله المشاكل النفسيّة غير المشخَّصة، فيستمر الأشخاص في محاولتهم في التعامل معها إلى أن يفقدوا السيطرة حتى يتجاوز الضَّغط الحياتيّ الكبير قدرتهم على التكيف.

وتختلف شدَّة هذه الأعراض من شخصٍ لآخر حسب الطرق التي يظهر بها اكتئاب ما بعد التخرُّج. قد لا تشعر بجميعها، أو تختلف تجربتك عن تجربة شخصٍ آخر، ولكن شدَّتها قد تعطيك دليلًا كبيرًا على حدوث شيء غير معتاد. فمن الطبيعيّ تمامًا أن تشعر بالتَّعب أو التوتر خلال فترات الانتقال بعد التخرُّج، لكن إذا قضيت معظم يومك في السَّرير، أو شعرت بالضِّيق لدرجة أنك لا تستطيع التركيز، سينبؤك ذلك بأنَّ هناك شيء أكثر خطورة مما يحدث.

أسباب اكتئاب بعد التخرج

هناك العديد من الأسباب التي قد تجعلك تشعر باكتئاب ما بعد التخرُّج، بجانب التحوُّل الحياتيّ الكبير الحادث لك من أيام الدّراسة إلى مواجهة الحياة من موقع أقرب بعد التخرُّج.

1) ظهور مجتمع جديد

تغيّر محيطك الاجتماعيّ مؤثر جدًا، فمع مرور الوقت، لن ترى الوجوه المألوفة التي كنت تراها كلَّ يوم، وبطبيعة الحال ستحتاج للتكيف مع وجوهٍ جديدة. لا يستطيع البعض المرور بمثل هذه التغييرات بسرعةٍ، بينما ينجح البعض الآخر في بناء دوائر صداقة جديدة. وهذا عائد لقدراتنا الاجتماعيّة على التأقلم بشكلٍ كبير.

2) التفكير في الأمور الحياتية

بعد فترةٍ معينة من التخرج، تبدأ في طرح أسئلة مثل: "ماذا أريد الآن؟"، "هل يمكن أن أحقق أيَّ شيء؟"، والكثير من الأسئلة المشابهة لهذا السؤال. نعم، وعيك بطبيعته يسعى دائمًا للبحث عن معنى للوجود ولحياتك، بالإضافة إلى أنك تواجه كمًا هائلًا من المهام المطلوب إكمالها؛ وهذه ليست عملية سهلة أو سريعة أبدًا.

3) التحول الكبير في حياتك

دعنا نعترف بأنَّ أيَّ تغيير، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يمكن أن يكون مرهقًا للعقل والجسد. وبسبب التحوُّلات الكبرى الحادثة في حياتك بعد خطوة التخرُّج، تبدأ في الإحساس بثقلها نتيجة تغيّر دورك الحياتيّ، وجدولك فجأة. الأمر قد يبدو مرهقًا، ويسبب الاكتئاب أعلم ذلك!

يمكن أن يكون هذا التحوُّل متوترًا للغاية إذا كان والدك من الآباء المتحمسين بشكلٍ مفرط. ولكن بالنسبة لبعض الذين حازوا على تجربة الجمع بين الدّراسة والمسؤوليات الأخرى، قد يكون الأمر أسهل قليلًا.

4) قلة فرص العمل، وضغط العثور على وظيفة

إذا كنت ممَّن يواجه فرصًا أقل للعمل بعد التخرُّج، سيؤثر ذلك على حالتك النفسيّة بشكلٍ كبير. نعم، هناك من يحصل على وظيفة بعد التخرُّج مباشرة، إلَّا أنَّ هذا الواقع ليس متاحًا للجميع. فالبحث عن وظيفة يمكنه أن يكون محبطًا، خاصة عندما لا تتلقى ردودًا من الوظائف أو يتم رفضك. هذا ما يحدث للأسف!

بالطبع، لا يوجد شيء خاطئ في العمل بدوام جزئي أو العمل الحر. لكن من المحتمل أن يكون محبطًا للغاية أن تقضي 4 سنوات أو أكثر، ناهيك عن عشرات الدورات، لدراسة موضوع معين ثم لا تتمكَّن من العثور على وظيفةٍ في مجالك. 

5) الاستخدام النشط لوسائل التواصل الاجتماعي

ربما سمعت عن العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعيّ ومشاكل الصَّحة النفسيّة. رؤية إنجازات الآخرين يوميًا قد تشعرك بالإحباط بدلًا من التحفيز. يحدث ذلك لأنك ترى النتيجة، لا الطريق. فوسائل التواصل الاجتماعيّ لا تعطيك الحقيقة كاملة.

6) الضغوط المالية

وهي أصعب سبب قد تواجهه بعد التخرُّج والأكثر شيوعًا، أوافقك الرأي! وهذا قد يضطرك إلى قبول وظيفة لا تناسب قدراتك أو مؤهلاتك. فالكثير من خريجي الجامعات يقعون في حالة من التردد لعدم حصولهم على الخبرة اللازمة للتأهل للعديد من الوظائف ذات الأجور العالية، وفي نفس الوقت مطالبين بالتنافس على الوظائف ذات الأجور المنخفضة مع من يقبلون بمرتباتٍ أقل منهم من الطلاب العاملين أثناء فترات دراستهم.

7) فقدان الدعم في دائرتك الاجتماعية

انتهاء حياة الجامعة والدّراسة قد يعني أحيانًا نهاية العلاقات الاجتماعيّة والرُّوتين الذي بنيته سابقًا. ويشير ذلك التحوُّل الاجتماعيّ إلى التعرُّض الزَّائد لمشاكل الصِّحة النفسيّة مثل الاكتئاب بسبب الارتباك وزحام الخطوات القادمة.

كيف تتخلص من اكتئاب ما بعد التخرج

إذا عانيت من أعراض اكتئاب ما بعد التخرُّج، سيبدو لك أنَّ أيّ نوع من العمل يتطلب طاقة أكثر مما لديك، أتفهم ما تمر به جيدًا، ولكن عليك اتخاذ بعض الخطوات الفعَّالة التي يمكنها أن تساعدك للشعور بتحسن، ولتضع بها قدمك من جديد على الطريق. وإليك بعض الاستراتيجيات المؤثرة لتجربتها:

1) كن لطيفًا مع نفسك

وهذا أوَّل ما يمكنك عمله تجاه ذاتك، لا تصنّف جهدك على أنَّك شخص "غير مسؤول" بسبب صعوبة العثور على عمل أو إحراز تقدُّم في حياتك بعد التخرُّج. قد لا يكون الأمر سهلاً دائمًا، ولكن عليك التيقن بأنَّ وجود هذه الأعراض لا يجعل منك شخصًا كسولًا. الاكتئاب ليس كسلًا، ولكنه حالة صحيّة عقليّة لها تأثيرات ملموسة على عقلك وجسدك.

2) اعترف بوجود مشكلة ما

أفضل قرار في البداية هو الاعتراف بأنَّك تواجه صعوبات، بدلًا من إنكاره، احتضنه، فما من شعورٍ تخجل منه! كلما قبلت ذلك، وبدأت في العمل على هذا الشعور مبكرًا، كان إيجادك للحلِّ أسرع.

  • تيقن أنَّ مشاعرك مبررة وطبيعيّة، سيحسن ذلك من عملية التعافي.
  • كن مطمئنًا أنَّ هناك العديد من الطرق للخروج من هذا.
  • تقبل مشاعرك، فلن ينجح أيَّ شيء إذا لم تتخطى هذا.

3) جدول يومك ولا تقضِ الوقت بمفردك

يمكن أن يضيف الرُّوتين اليوميّ هيكلًا لحياتك، اجعله أكثر اجتماعيّة ليساعدك على تخطي هذه الفترة، فالعزلة التامة ليست الاستراتيجيّة الصَّحيحة لأنَّها تزيد من صعوبة استئناف التواصل الاجتماعيّ. ولذلك، إذا شعرت بالحاجة إلى أخذ استراحة من الحياة الاجتماعيّة، افعل ذلك، لكن لا تدعها تستمر لفترةٍ طويلة.

4) الحفاظ على الروابط الاجتماعية

يقدم لك التواصل الاجتماعيّ المنتظم مع الأصدقاء والعائلة دعمًا مهمًا لصحتك النفسيّة. فإذا كنت تفتقد أيام الجامعة بالفعل، فمن المحتمل جدًا أنَّ أصدقائك القدامى يفتقدونها أيضًا. ابدأ بمحادثة هاتفية قصيرة مع أحدهم أو دردشة فيديو يمكن أن تساعدك على تجديد رابطتك وتجعلك تشعر بأنَّك أقل وحدة.

5) ابدأ بخطوات صغيرة

أعلم أنك تشعر بكثيرٍ من الإرهاق من كلِّ ما يحدث في حياتك. ولكنك إذا شعرت بضياع هدفك بين ضوضاء ما حولك، حاول بأن تبدأ بهدفٍ صغير وسهل كالتزامك بتناول فطورك في ساعةٍ تحبها كلَّ صباح ولمدَّة أسبوع، سيحسِّن ذلك من رفاهيتك العامة بشكلٍ غير مباشر، غير أنَّه يعزز من طاقتك البدنيّة مع المداومة.

فإذا كان الاكتئاب يجعل كلَّ شيء يبدو لك مستحيلًا، فنجاحٌ صغير يمكنه أن يذكَّر دماغك بأنَّك تستطيع إحداث تغيير فعَّال في حياتك كلها.

6) لا تقارن نفسك بالآخرين

وهذه الخطوة هي الأكثر تحديًّا! نميل عادةً إلى مقارنة أنفسنا وإنجازاتنا بالآخرين، ليس فقط بعد التخرُّج ولكن طوال حياتنا. عليك أن تعرف أن لكلٍّ منا طريقه الخاص، فلا تقضِ وقتك في مقارنة نفسك بالآخرين، واستخدم تلك الطاقة في شيءٍ أكثر إشباعًا، وسترى النتائج، ثق في ذلك.

7) تخصيص وقت لممارسة الرياضة

يمكن أن تساعدك التمارين المنتظمة، بما في ذلك التعرُّض لأشعة الشمس والمساحات الخضراء في تحسين مزاجك وصحتك.

8) احصل على نوم منتظم

قبل الذهاب للنَّوم بفترةٍ ابتعد عن استخدام الشاشات، واسمح لنفسك بمساحةٍ هادئة مظلمة لتحصل على فترةٍ هادئة من النَّوم.

9) وسّع معرفتك ومهاراتك

ساعد نفسك بتعلُّم أشياء جديدة، وانظر إلى العالم من منظور طفل. فكّر ما الذي تحتاجه لتصبح أكثر كفاءة وثقة بالنفس! واعمل على زيادة مهاراتك، اشترك في العديد من الدَّورات التي تهمك، سيقوّي هذا من ملفك الشخصيّ في سوق العمل، ويعزز أيضًا من تقديرك لذاتك وامتنانك. أرشح لك منصة بكه وأقوى العروض المطروحة على برامجها الاحترافية المميزة في مختلف المجالات.

10) وضع خطة للإجراءات المستقبلية

أقترح عليك وضع مخطط تقريبيّ لتوجيه مستقبلك القريب. ضع أهدافًا كبيرة وأخرى صغيرة، واتبعها باستراتيجيّة بسيطة تمكِّنك من تحقيقها في خطواتٍ صغيرة. هذه الاستراتيجيّة ستخفف من التوتر وتساعدك على التحرُّك قدمًا.

كيفية منع حدوث اكتئاب بعد التخرج

التخطيط المسبق والعناية الجيّدة بنفسك قد يساعدانك للوقاية من الاكتئاب بعد التخرُّج. فمجرَّد الوعي بهذا التحوُّل الكبير يمكن أن يساعدك لتقليل فرص حدوثه. غير أنَّ العناية الذاتيّة تساعدك أيضًا في زيادة مرونتك، وبالتالي الحماية من الاكتئاب أو غيرها من مشكلات الصّحة النفسيّة. وتشمل طرق منع الاكتئاب بعد التخرُّج:

1) ترتيب مقابلات معلوماتية

إذا كان هناك مجال ترغب في العمل فيه، أو شخص لديه الوظيفة التي تحلم بها، تواصل معه، واطلب إجراء مقابلة قصيرة. يمكن أن يكون ذلك شخصيًّا أو عبر زووم، لا تتردد في سؤال هذا الشخص كيف وصل إلى ما هو عليه الآن.

2) حدد الأماكن التي تريد التقدم فيها للوظائف

ابدأ بإنشاء قائمة بالشركات التي قد تكون مهتمًا بمجال عملها، وعندما تكون جاهزًا للتقديم، ستكون قد أنجزت بعض الأعمال التي تهيئك للقبول فعلًا.

3) قم بتطوير شبكة اجتماعية في المكان الذي تود التواجد فيه

لتجنُّب الشُّعور بالعزلة والوحدة، حاول تكوين صداقات وتطوير شبكة اجتماعيّة في المكان التي ستتواجد فيه بعد التخرُّج. قد يعني هذا إعادة التواصل مع الأصدقاء القدامى، أو الانضمام إلى صالةٍ رياضيّة، والعثور على مجموعة من الأصدقاء، وأكثر من ذلك.

4) طور مهاراتك للعناية الذاتية

مع اقترابك من وقت الانتقال من الكلية، اجعل مهارات العناية الذاتيّة لديك في أفضل حالاتها. على سبيل المثال، لا تهمل تأثير النَّوم على الصّحة العقليّة؛ هذا يعني حصولك على 7-9 ساعات من النَّوم الجيد، وممارسة التمارين التي تستمتع بها، وشرب كميّة كافيّة من الماء، وتناول الطعام المغذيّ، والالتزام بالرّعاية الصحيّة، وهكذا.

متى تطلب الدعم المهني

قد حان الوقت للتواصل الآن، هذا ما يجب أن يتردد داخلك إذا كنت تعاني من أعراض مستمرة تتداخل مع حياتك اليوميّة. لا تحتاج إلى تشخيص رسميّ للحصول على الدَّعم، يمكنك طلب المساعدة إذا شعرت أنَّها ستحسن من شعورك.

  • يمكن أن يتضمن علاج الاكتئاب العلاج النفسيّ، أو الأدوية المضادة للاكتئاب، أو مزيجًا من الاثنين.
  • تذكر أنَّك لا تحتاج إلى تجربة الاكتئاب الشديد أو أفكار الانتحار قبل أن تخبر نفسك بأنك "تستحق" الدعم. 
  • التخرج يثير المشاعر لدى معظم الناس، إنَّه إنجاز كبير في الحياة عملت بجدٍ لتحقيقه، فلا بأس من الشعور ببعض التغيرات.

إذا كنت لا تزال ترغب في المزيد من الدّعم المهنيّ، يمكنك التواصل مع متخصصٍ في الصّحة النفسيّة. فالطبيب النفسيّ الجيد هو حل ممتاز، لكن ليس لأنك ستحصل على جميع الإجابات، بل لأن العلاج النفسيّ يهدف إلى مساعدتك على فهم نفسك ودوافعك والعالم من حولك بشكلٍ أفضل. بعبارة أخرى، يمكن للمساعدة المهنية أن تساعدك في معرفة ما الذي يمنعك من البدء في التغيير.

الخاتمة

من الطبيعي أن تشعر بالإحباط والاكتئاب بعد التخرج، حين تواجه الحياة بعد أصبحت أكثر صعوبة مما توقعت أثناء فترة الدراسة، يمكن أن يكون الأمر صعبًا لكنه ليس مستحيلًا. هناك لحظات في الحياة قد تشعر فيها بالإرهاق، ولكنك لست مضطرًا للمرور بهذه الفترة بمفردك.

فكر في العلاج؛ قدمت لك من خلال السطور السابقة الأسباب التي قد تتعرض إليها وتؤدي لظهور اكتئاب ما بعد التخرج، وأعراض تأثيره، وعشرة من الطرق الممكنة التي يمكن اتباعها للتخلص منه، فكِّر فيهم، واختر الأكثر جاذبية لك! لكن يظل الإجراء الحاسم الذي تحتاج إلى اتخاذه في هذا الوقت هو قبول واحترام حالتك العاطفية، تذكر أنك كافٍ كما أنت، مع تطبيق بعض من هذه الخطوات التي تخلصك من قيوده.

لا بأس أن تشعر أحيانًا بالإحباط. ولكن في كلّ مرَّة يسيطر عليك فيها هذا الشعور، حاول أن تركز على كلّ ما حققته وعلى الصعوبات التي تغلبت عليها بالفعل، والأهم أن تكون لطيفًا مع نفسك، لديك مستقبل مشرق، كن فقط على يقين من ذلك!

واتساب